الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر اختلاف العرق والتخصص الدراسي على استقرار الحياة الزوجية

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر فضيلتكم على ما تقدمونه من جواب شافي لنا.
تقدم شاب وعمره (28) عربي، وكما تعلمون من معلوماتي الشخصية بأني لست عربية وإنما ولدت ونشأت في دولة خليجية ثم رجعت إلى بلدي لأكمل تعليمي، وتعرف علي بحكم محيطي الجامعي المفتوح شاب طموح مغامر في حياته يعرف حقوق الله وحقوق العباد، المشكلة تكمن بأن محيط عمله كلهن نساء (غير مسلمات) وأنا أعلم أن هذا خارج عن إرادته، وهذا الشيء يؤرقني، والأمر الآخر بأن تخصصه مختلف جداً عن تخصصي، فتخصصي في الشريعة، أما هو في الفنون التشكيلية، أما من ناحية التزامه فهو ملتزم والحمد لله على ذلك، النقاط التي أتخوف منها هي كالتالي:

1- اختلاف العرق.
2- محيطه المليء بالنساء (غير المسلمات).
3- تخصصه.

فهل تلك الأشياء ستكون عائقاً أو سبباً في عدم الزواج أو طريقاً لعدم السعادة الزوجية؟ مع العلم بأننا متفاهمان وكلٌ منا يسعى لإسعاد الطرف الآخر، أرجو منكم إفادتي.
أسأل الله الكريم أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، وأن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / عواطف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك وأن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يرزقك الرضا، وأن يمن عليك بزوج صالح يكون عوناً لك على طاعته.

وبخصوص ما ورد برسالتك خاصةً المخاوف التي تساورك تجاه هذا الشاب العربي الذي تقدم إليك رغم التزامه ومعرفته بحقوق الله وحقوق العباد كما ورد في رسالتك، فإليك ما يلي:

1- مسألة اختلاف العرق لا أثر لها على استقرار الحياة الزوجية ما دام التفاهم اللغوي والاجتماعي موجود، وكل منكم يعرف أهم عادات وتقاليد الطرف الآخر، والتاريخ شاهد بنجاح مثل هذه الزيجات إلى اليوم بل هي أكثر الآن.

2- وأما عن محيطه فهذا أمر يحتاج إلى قدر من الاتفاق والتفاهم على ضرورة مراعاة الضوابط الشرعية في التعامل مع النساء، وطرح فكرة البحث عن عمل بديل أقل فتنة من هذا العمل الذي هو فيه الآن.

3- وأما التخصص فالأصل أنه لا يلزم أن يكون الزوجان واحداً، بل أن هذا هو حال السواد الأعظم من الأسر، فقد نجد الزوج طبيباً وزوجته ربة بيت أو مهندسة أو غير ذلك، وقلما نجد الزوج طبيباً وزوجته زميلته في التخصص، فالكثير من الأسر ليس بينها هذا التوافق في التخصص، إلا أن المشكلة أن هذا العمل محفوف بكثير من المحاذير الشرعية؛ نظراً لأنه من المجالات التي نشأت في أحضان الكفر ونمت وترعت في جنباته، ولكي يكون إسلامياً لابد من مراعاة الضوابط الشرعية، والتي من أهمها عدم عمل تماثيل لأحياء؛ لما في ذلك من الوعيد الشديد، حيث بين النبي صلى الله عليه وسلم في السنة أن الذي يصور صورة يؤمر يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح وما هو بنافخ، وأن المصورين من أشد الناس عذاباً يوم القيامة، إلى غير ذلك من النصوص الواردة في بيان حكم هذه التماثيل، أو رسم بعض الصور العارية أو غيرهما مما نص العلماء على حرمته، لذلك أنصح بضرورة الاتفاق على هذه النقاط قبل الارتباط الشرعي؛ حتى لا تختلفوا بعد ذلك وتكون العواقب غير مرضية.

مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والسعادة والهداية إلى صراطه المستقيم، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً