الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قضايا في العلاج النفسي والسلوكي للرهاب الاجتماعي

السؤال

السادة الأفاضل: أعاني من كل أعراض الرهاب الاجتماعي، بالنسبة لي تعتبر هذه المشكلة أكبر مشاكل حياتي وأكثرها تأثيراً سلبياً علي.

باعتقادي لا يوجد داع لشرح الأعراض التي أشعر بها لأنها موجودة في جميع الاستشارت التي وردت على موقعكم، لقد استشرت طبيباً نفسياً ولكن باعتقادي أن المعلومات الموجودة على موقعكم هي أكثر فعالية من زيارة الطبيب النفسي، ربما يعود ذلك لقلة الخبرة عند الطبيب الذي قد زرته؛ لذا أود طلب المساعدة منكم لأني أعتقد أن هذا سيكون مجدياً أكثر من معاودة زيارة الطبيب.

باعتقادي أن علاجي يحتاج إلى أدوية وعلاج نفسي؛ لذا أطلب منكم الإجابة على أسئلتي، وأتمنى ألا تكون عبئاً عليكم لكثرتها:

الشق الأول: الأدوية النفسية:

- هل أفضل دواء لمثل حالتي هو الزيروكسات أم هناك دواء أفضل؟
- هل يمكن شراء هذا الدواء بدون وصفة طبية؟
- كيف يمكن تحديد مقدار الجرعة ومدة تناول الدواء؟
- ما الفرق (الإحساس) الذي يجب توقعه بعد أخذ الدواء؟ وكم من الوقت نحتاج حتى يبدأ مفعول الدواء؟
- هل يمكن استعمال أدوية مهدئة سريعة للقلق؟ وكيف يكون تأثيرها؟ وما هي أنواعها؟ وأيها أفضل؟

الشق الثاني: العلاج السلوكي:

هل التنويم الذاتي يفي بالغرض، فأنا أمارسه منذ فترة ولكن بحاجة إلى بعض النصائح منكم، وهي (Self hypnosis)؟
- ما المدة التي يجب أن تمارس يومياً؟
- ما هو أفضل وقت ووضعية للقيام بذلك؟
- ما هي درجة الاسترخاء التي يجب الوصول لها؟
- هل يجب تكرار تخيل نفس الموقف أم يجب التغيير كل مرة؟
- هل استعمال الكلام أقوى أم التصور؟
- كيف يمكن التغلب على مشاكل التركيز أثناء القيام بذلك؟
هل توجد طريقة أفضل من التنويم الذاتي لعلاج حالتي يمكن ممارستها دون الحاجة إلى طبيب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ جاك كيال حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فنشكرك على ثقتك في (استشارات الشبكة الإسلامية).

بالنسبة للمخاوف الاجتماعية بالطبع -كما ذكرت- هي منتشرة، وأعراضها واضحة لدرجة كبيرة يمكن علاجها عن طريق العلاج السلوكي، مع تناول الأدوية، ونُفضل أن يلجأ الإنسان إلى العلاجين في ذات الوقت.

أما بالنسبة للأدوية؛ فالدواء الأفضل والذي تمت دراسته بصورة واسعة هو (الزيروكسات)، ويوجد دواء آخر يعرف باسم (سبراليكس) تشير الكثير من الدراسات الآن أيضاً أنه فعال في علاج الخوف أو الرهاب الاجتماعي، ولكن الزيروكسات يظل هو الدواء الذي تم بحثه بصورةٍ أوسع.

نعم يمكن شراء هذا الدواء دون وصفة طبية في بعض الدول، ولكن في بعض الدول الأخرى لابد من تقديم وصفة طبية، ولكن هذا بالطبع يعتمد على السياسات المتبعة في كل دولة.

الجرعة تختلف من إنسان إلى آخر، ولكن الجرعة المطلوبة في علاج المخاوف بصفة عام هي حبتان في اليوم، أي: (40 مليجراماً)، ويجب أن يبدأ الإنسان في تناولها وبنائها بالتدرج، بمعدل نصف حبة كل أسبوع أو أسبوعين مثلاً، وأقل مدة لتناول الجرعة الكاملة هي ستة أشهر، وإن كان بعض الناس يتطلب مدة أطول من ذلك.

لا يوجد إحساس معين يحدث بعد أن يأخذ الإنسان الدواء، ولكن ربما تحدث بعض الآثار الجانبية، مثل الشعور بالاسترخاء، وهنالك البعض يشعر بعسر بسيط في الهضم، ولذا ننصح بأن يتم تناول الدواء بعد أو مع تناول الطعام.

يبدأ المفعول الحقيقي والفعال للدواء بعد أسبوعين من تناوله، وهي المدة المطلوبة للبناء الكيميائي.

لا مانع من استعمال أدوية أخرى مضادة للقلق، مثل الفلونكسول، والبوسبار، والدوجماتيل، والأفضل هو الفلونكسول في رأيي، وهي تؤثر بأن يشعر الإنسان أنه أقل قلقاً، وأصبح هادئاً، وقلت عند الانقباضات العضلية التي تحدث في منطقة الصدر، كما أنها تؤدي إلى تحسين التركيز، والشعور بالهدوء النفسي الذاتي.

بالنسبة للشق الثاني أو السؤال الثاني -وهو ما يُعرف بالتنويم الذاتي-: حقيقةً إن مثل هذه العلاجات أو مثل هذه التمارين السلوكية هنالك الكثير من اللغط والخلاف حول فعاليتها، ولكن بصفةٍ عامة يعتبر الاسترخاء أياً كان نوعه مفيداً إذا طُبق بالصورة الصحيحة، وحقيقةً: ممارسة هذه التمارين تعتمد على ظروف الإنسان، وأنا شخصياً أفضل ممارستها صباحاً ومساء، وأفضل وقت لممارستها هو قبل النوم، والوضعية هي أن يستلقي الإنسان في مكانٍ هادئ وأن يهيئ نفسه جسدياً وفكرياً ونفسياً للاستفادة من هذه التمارين.

درجة الاسترخاءً أيضاً تتفاوت من إنسان إلى آخر، والدرجة المطلوبة هي أن يدخل الإنسان في النوم بعد نهاية التمرين، وهذه يتم الوصول إليها بأن يتدرب الإنسان أولاً على هذه التمارين بواسطة شخص لديه خبرة، وأن يكون جاداً ومقتنعاً بفعاليتها، وأن يعطيها الوقت اللازم والمكان المناسب.

يمكن أن تكرر تخيل مواقف مختلفة، ربما يكون ذلك مدعاة لذهاب الملل، ولكن ليس من الضروري أيضاً أن تكون هذه المواقف المختلفة كثيرة، فيمكن للإنسان أن يتخيل موقفين أو ثلاثة، وهذا في اعتقادي يكون كافياً.

استعمال التصور أفضل من استعمال الكلام، ولكن الأشخاص الذين لديهم مشاكل في التركيز والانتباه ربما يكون استعمال الكلام أفضل بالنسبة لهم.

يمكن التغلب على مشاكل التركيز كما ذكرت عن طريق استعمال الكلام، وأن يركز الإنسان بنظره، وأن ينقل نفسه بصورةٍ خيالية إلى نقطةٍ معينة تكون في محيطه.

كما ذكرت أن التنويم الذاتي أو أي نوعٍ من ممارسة تمارين الاسترخاء مثل طريقة (جاكبسون) تعتبر مفيدة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً