الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إرشادات لموظف يعاني الخوف والقلق من خطأ وظيفي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا رجل متزوج ولدي أطفال، رجل ناجح ولله الحمد، لكن الخوف والقلق من عيوبي، وتختلف حدته بحسب نوع المؤثر، ومنذ شهور تعرضت لمواقف صعبة متتالية، تصل في عددها إلى ستة مواقف كل موقف يعتبر أقسى من الثاني، لكني صمدت أمامها وتحليت بشجاعة كبيرة رغم آلام في المعدة، وعدم نوم في أيام، لكني ما زلت صامداً، ومرد ذلك أملي بالله الكبير الذي أنجاني من هذه المواقف؛ إذ إن بعضها كانت قاب قوسين أو أدنى من دخول السجن، لكن الله نجاني بفضله ونعمته.

هذه الأمور المحبطة التي أصابتني ذهب الخوف منها ما عدا شيئين: أمر يتعلق بوظيفتي، حيث ارتكبت خطأ وأسرعت في علاجه، لكن قد يكتشف هذا الخطأ وحينها سيحقق معي، وقد أنقل من عملي، والثاني: لا خوف مؤكد، ولكنه قد يظهر في أي وقت مع أمل كبير بعدم حدوثه، أنا الآن أشعر براحة وأقول: لا داعي للخوف والقلق، فأشعر براحة، لكني عندما أسمع عن شخص قبض عليه أو حقق معه ينتابني خوف وقلق وتوتر، وأظل أنعى حالي، وما وصلت إليه.

أنا مسالم بدرجة كبيرة، محب للآخرين وخدوم، وأركن إلى الراحة والهدوء، مما يجعل هذه الأمور تعتبر منغصة وبقوة.
آمل إفادتي في كيفية التعامل مع حالة الخوف التي من الممكن أن أضعف أمامها في يوم من الأيام أو تقودني إلى مرض نفسي أصعب.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو الطيب المتنبي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فأعتقد أن مشكلتك بسيطة، وشخصيتك حساسة بعض الشيء، والقلق الذي تعاني منه هو قلق إيجابي في معظمه، ولكن لديك أيضاً مكوّن وسواسي، فالأمران الأول والثاني واللذان يسببان لك شيئاً من القلق والتوتر هما يحملان كل صفات الوسواس، والوسواس في حد ذاته هو نوع من القلق النفسي.

أفضل علاج للوسواس هو تجاهله وتحقيره واستبداله بفكرة مغايرة، فهذه الفرضيات السلبية التي وضعتها يجب أن تضع فرضيات إيجابية مقابلة ومضادة لها، مثلاً: فيما يتعلق بوظيفتك وإن ارتكبت خطأً تخاف أن يُكتشف هذا الخطأ، فما دمت قد أصلحت الأمر، وما دام الخطأ ليس خطأً متعمداً فلا أعتقد أنه سوف يُكتشف، وحتى إن اكتشف فهذا لا يعني نهاية الأمر أبداً.

إذن ضع أفكاراً تحليلية مخالفة لما ينتابك من وساوس، مع تجاهلها وتحقيرها، وأعتقد أن هذا سوف يساعدك كثيراً.

عليك أيضاً بالتفكير في الأمور الإيجابية، فأنت لديك إيجابيات عظيمة في حياتك، فأنت رجل صاحب أسرة، ولديك ذرية، ورجل ناجح في حياتك، فهذه كلها أمور ممتازة وإيجابية، وحتى الخوف وحتى القلق يجب أن تعتبره طاقة نفسية إيجابية، فمن لا يخاف أخي الكريم لا يحمي نفسه، ومن لا يقلق لا ينجح، فاجعل الأمور على هذا السياق، وفكر فيها بهذه الطريقة، وهذا سوف يفيدك.

أنصحك أيضاً بأن تمارس الرياضة، حيث تقضي كثيراً على الطاقات النفسية السلبية خاصة القلق والتوتر والوساوس، وكن أيضاً حكيماً في إدارة وقتك، فإدارة الوقت بصورة ناجحة ومرتبة يعطي الإنسان الثقة في نفسه، ويجعله يشعر بالرضا، وهذا إن شاء الله تعالى يؤدي إلى المزيد من النجاح.

ولا شك أن التواصل الاجتماعي والانخراط في الأعمال الخيرية والنشاطات الثقافية والاجتماعية يساعد على بناء الذات وتطويرها، وهذا حقاً يقلل كثيراً من فرص الإصابة بالأمراض النفسية، فيجب أن تكون حريصاً على ذلك.

إذا كانت هذه الهواجس والوسواس وهذا القلق البسيط يشكل لك معضلة رئيسة في الوقت الحاضر فأنصحك بتناول أحد الأدوية المضادة لتلك الوساوس والقلق، والعقار الذي أنصحك بتناوله يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin)، ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، يمكنك أن تتناوله بجرعة خمسين مليجراماً ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك ارفع الجرعة إلى مائة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى خمسين مليجراماً ليلاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، وهو من الأدوية السليمة والفاعلة، وإن شاء الله يفيدك كثيراً في حالتك هذه، وختاماً: نشكر لك التواصل مع (إسلام ويب).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً