السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أكتب إليكم طرحاً وليس بمشكلة، لكني أريد استشارةً منكم، فأنا لدي 3 أبناء، الكبير عمره خمس سنوات، والثاني 3 سنوات، والثالث عمره شهران.
ابتعد زوجي عني وعن أبنائه فترةً تتجاوز 9 أشهر تقريباً بسبب خلاف بيني وبينه، رغم كثرة محاولاتي معه للصلح، لكنه يرفض، فتركت أمره لله.
أبنائي والحمد لله يطيعونني في بعض الأمور ويسمعون نصيحتي، وعندما أدخل أقول كلمة حبيبي لكل منهم، وملاحظتي هي على ابني الكبير، فقد أصبح ولفترة ما يقارب شهر تقريباً ودائماً يسألني: تحبينني يا أمي أم لا؟ فأقول له : نعم أحبك، ويسألني لماذا؟ فأقول لأنك ابني الكبير، وأنك شاطر تدرس واجباتك دون أن تتعبني، علماً أنه في مرحة الروضة تمهيدي 2، وفعلاً كلما أراه يكتب واجباته أحفزه بشيء يحبه إما باللعب أو بالحنان والعطف.
أحياناً أضيق من تكرار سؤاله هذا إن كنت أحبه أم لا، فمثلاً أحياناً عندما يبكي طفلي ذو الشهرين أقول له بعصبية إنني أحبه، وأخبره أن لا يسألني في وقت أنشغل فيه مع أخيه الصغير، ولكنه يغضب مني، ويخبرني أن لا أخبره أني أحبه بهذه الطريقة – أي طريقة النرفزة والعصبية - ويقول: أخبريني أنك تحبينني بكل هدوء وليس بالصراخ، وصوتك عال، وفعلاً ملاحظته هذه لي تبين لي أن صوتي عال، والمفروض أتكلم بهدوء، وأفرح على ملاحظته هذه وأخبره، فيقول لي: اعتذري لي، فأعتذر له بكل أدب، وأقول له: ليس من العدل دائماً أن تطلب من أمك أن تعتذر لك. فيقوم فوراً هو بالاعتذار، ودائماً يقول لي: أنا أحبك كثيراً أمي، وحتى أخوه الثاني يقول لي ولكن ليس بالشكل المتكرر.
أعلم أن هذا الأمر الذي يبدر منه ما هو إلا بسبب بعد والده عنه؛ لأن والده أصلاً عندما كنا معه في المنزل يلاطف أبناءه ويتحدث معهم، ويذهب بهم للمسجد، ويلعب معهم وقت فراغه، حتى أقوم بعمل ترتيب الغرفة، فهم متعلقون به كثيراً، لكنه تركهم من ذلك الوقت، وأحس أن ابني افتقد شيئاً، فصرت أعطيه الحنان أكثر من قبل، ولكن أحياناً من ضيقي الذي يحصل بي أنفعل بسرعة، وهو يهدئني أن لا أنفعل، وصرت أحب ابني أكثر من قبل؛ لأنه أصبح أكثر هدوءاً؛ لأنه قبل ذلك كان كثير الحركة، وحتى أسأله لماذا أصبح يسألني هكذا؟ يقول لأن والده لم يعد يأتي يراهم، ولا يذهب بهم إلى أي مكان، فأخبره باحتمال أنه مشغول أو عنده ظرف طارئ بأهله.
أسأله ما إذا كان مُتضايقاً من هذا الوضع -أي من عدم مجيء والده- فيقول لا؛ لعله مشغول في عمله، ولا يستطيع أخذنا، فأحمد ربي على هدايته حالياً؛ لأنه يعجبني فيه عندما أذهب لقضاء حاجة خارج المنزل - كمستشفى مثلاً - عندما آتي للمنزل أسأله هل حل واجباته؟ فيقول لي: نعم كتبت واجباتي، فأفرح كثيراً، ويسألني لماذا أفرح؟ فأخبره لأنه أصبح شاطراً يعتمد على نفسه ولا ينتظر مجيء أمه حتى يحل واجباته، وأدعو له أمامه، وهو يسعد ويحضنني ويقبلني، وفعلاً أدعو له بالهداية أمامه.
سؤالي هو: هل ما أقوم به من تربية تجاهه تعتبر تربية صحيحة له ولإخوانه؟ لأنني أتمنى أن أربيهم تربية صالحة يرضى ربي علي وعلى أبنائي.