السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قبل أن أسرد مشكلتي أحب أن أوضح أمر بأني شخصية سريعة الغضب ولا أستطيع أن أسيطر على أعصابي، ولكن هذا الأمر لا أعاني منه إلا مع شخص واحد فقط وأتألم كثيرا وأشعر بالأسف عندما يصدر مني ذلك معها، وهي أمي للأسف.
أمي سيدة طيبة لأبعد الحدود حتى أن كل همها في الدنيا أن توفر لنا الطعام والشراب على أكمل وجه، ولكنها لا تستطيع أن تتعامل معي كما أريد، فأنا كم كنت أتمنى أن تكون أمي هي صديقتي ومن تحتويني عندما أريد أن أتكلم مع أحد بسبب مشكلة تعارضني أو أن آَخذ رأيها في أمور حياتي، ولكنها للأسف شخصية طيبة لأقصى درجة وربة منزل وليس لديها من الخبرات الحياتية ما توجهني به، بل أمي هي من تعتمد علي في أمور كثيرة وتستشيرني في أمورها وأوجهها كأننا نلعب أدوار معاكسة، ولكني كنت أتمنى غير ذلك.
أنا أوضحت لكم شخصية أمي بهذا التفصيل لأني أشعر أن ردود أفعالي تجاهها عندما يحدث بيننا أي أمر ونختلف فيه هو رد فعل لما في أعماقي من قصور أمي تجاهي، لذا أجد نفسي عصبية وأرفع صوتي عليها لأتفه الأمور، يعلم الله أني أحب أمي وأخاف عليها وأتعامل معها كما قلت لكم كأنها هي ابنتي وأنا أمها، ولكني كثيرا ما أسأم من هذا الدور وأجد نفسي أنفعل عليها لأتفه الأسباب وما أجد من نفسي إلا وصوتي أرتفع عليها وأندم بعد ذلك وأذهب لأقبل يدها لتسامحني فتسامحني بالفعل، وأحيانا لا أندم من يأسي من إصلاح علاقتي معها ويحدث هذا بيننا كثيرا.
للعلم أنا فتاة ملتزمة ومنتقبة وأعرف ربي وأعلم حقوق وبر الوالدين، ولكن هذه هي نقطة ضعفي الوحيدة التي طالما عانيت منها ومازلت أعاني إلى الآن وكثيرا ما لجأت إلى الله حتى يغفر لي ما يصدر مني وأن يؤلف الله بيني وبينها ولكن لم يشأ الله إلى الآن.
ولكني للأسف أشعر أن كل ما أقوم به من طاعات وعبادات إلى الآن لم يقبلها الله مني، فإني أشعر أني عاقة لأمي ولكن الله يعلم كم أحبها وأخاف عليها، ولكن هذا ليس بمبرر أشعر عندما يتعسر أمر من أمور حياتي أن ما أفعله مع أمي هو السبب وهذا عقاب الله لي، ولكني أقول في نفسي أنا أحب أمي وما أفعله معها يكاد يكون مثلما يحدث بين الأخوات من مشاجرات عادية وتنتهي ولكن الأم بالطبع غير ذلك، للعلم أمي تحبني جدا ومتعلقة بي كأني كما قلت أمها وليس بنتها وعندما أذهب إليها لتسامحني على أفعالي معها بالفعل تسامحني ولا تكتم في قلبها أي بغض تجاهي ، ولكني سأمت هذه العلاقة حتى إني يئست من أن يأتي يوم علينا بدون مشادات بيننا وهكذا كل يوم ولا أطيق الأمر حقاً ، خاصة أني كل هدفي في هذه الحياة هو إرضاء ربي ولا أريد ما يعوق ويكدر علاقتي به فأنا جاهدت نفسي كثيرا في طريق الالتزام حتى أتقرب إلى الله وطلباً لرضاه، ولكن دائما ما يكون هناك عوائق في طريقي ولا أعرف ما الحل؟؟؟.