الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما العقار الذي يُساعد على إزالة التوتر والرهاب الظرفي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أرجو منكم أن تدلوني على عقار يُساعد على إزالة الأعراض الجسدية للتوتر، ويكون بلا أعراض جانبية خطيرة.

أنا أعاني من رهاب ظرفي، يتلخص في بعض المواقف، كـإمامة المصلين بصلاة جهرية أو القراءة الجهرية في قاعات الدراسة أو إلقاء المحاضرات أو حتى مجرد سرد قصة، وأحياناً أجد صعوبة في الاسترسال بالكلام، بسبب تسارع نبضات القلب.

سمعت عن (الأندرال) وأنه فعال في كثير من المواقف، ولكن أحببت أن أستفسر، هل هو ممنوع لمن لديه الربو المزمن فقط أم كل من مر بأزمة ربو لا يأخذ هذا الدواء؟

علماً أنني منذ أكثر من 10 سنوات لم أعان من أزمة ربو، وأنا لا أبحث عن دواء آخذه باستمرار.

أريد منكم -جزاكم الله خيرا- أن تدلوني على عقار أستخدمه فقط عند الحاجة، ولا يكون بحاجة لوصفة طبية في السعودية، مع توضيح الطريقة الأمثل للاستخدام.

أرجو أن أجد الجواب الكافي الوافي في أقرب وقت.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الهادي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمن المفترض أن نطبق المناهج العلاجية الصحيحة في مثل حالتك، فمن الواضح أنك تعاني من درجة بسيطة مما يسمى بالقلق أو الرهاب أو الخوف أو الخجل الاجتماعي.

المنهج العلاجي الصحيح هو أن نعطي الجرعة العلاجية الصحيحة وللمدة المطلوبة، وذلك لنبني قاعدة تعافي وشفاء حقيقية، بعد ذلك إذا انتابت الإنسان أي أعراض يمكن أن يستعمل الأدوية البسيطة التي تفيد عند اللزوم لعلاج الأعراض البسيطة، أما أن يبدأ الإنسان بتناول مضادات القلق أو التوتر أو الإندرال أو خلافه كعلاجات عابرة، فهذا ليس أمرًا صحيحًا من الناحية العلمية والمهنية.

نحن نقدر مشاعرك جدًّا، ونقدر مقترحك هذا، لكني رأيت من الأمانة العلمية أن أوضح لك الحقائق، لذا أنا أنصحك بتناول دواء يقطع أو يقتلع إن شاء الله هذه الأعراض الرهابية التي عندك، وبفضل الله تعالى الآن الأدوية فيها متسع من السلامة والأمان وعدم الإدمان.

أخي الكريم لا تحرم نفسك من نعمة الدواء، ولا تحرم نفسك من الأسباب التي تؤدي إلى الشفاء، جزاك الله خيرًا.

أقترح عليك تناول عقار يعرف تجاريًا باسم (لسترال)، ويعرف تجاريًا أيضًا باسم (زولفت)، ويعرف علميًا باسم (سيرترالين)، والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة، تبدأ بنصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجرامًا-.

تناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة لمدة ستة أشهر، تناولها ليلاً بانتظام، بعد ذلك اجعل الجرعة نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما إن كنت تريد أن تنتهج المنهج الذي ذكرته، فأقول لك عقار دوجماتيل -هذا الاسم التجاري- والذي يعرف علميًا باسم (سلبرايد) يمكن هو العلاج الأنسب، ليساعد على إزالة الأعراض الجسدية الناتجة من الانقباضات العضلية المصاحبة للتوتر، وجرعة الدوجماتيل تكون في حدود مائة مليجرام يوميًا، تتناولها لمدة شهرين أو ثلاثة.

أما بالنسبة للإندرال فهو دواء ممتاز، لكنه يتحكم فقط في الأعراض الحيوية، أي الأعراض البيولوجية الفسيولوجية التي تنشأ من زيادة إفراز مادة الأدرانين حين يكون الإنسان في وضع يسبب له القلق، والإندرال يمكن تناوله حتى جرعة عشرين مليجرامًا في اليوم، بالنسبة للذين يعانون من الربو.

أما الجرعات الأعلى من ذلك فلا ننصح بها، وعمومًا يمكنك أن تتناوله بهذه الجرعة - أي عشرة إلى عشرين مليجرامًا في اليوم - لمدة محدودة، وبالطبع إذا ظهرت لديك أي أعراض للربو فهنا توقف عن تناول الإندرال، مع تأكيدي لك للمرة الثانية أن الإندرال بجرعة عشرين مليجرامًا في اليوم لا يؤثر على مرضى الربو؛ لأنه لا يؤدي إلى الانقباضات التي تحدث في الشعبيات الهوائية الدقيقة في الرئتين.

أخي الكريم: هذا هو الذي أود أن أقوله لك، وأؤكد لك بأن (اللسترال) وكذلك (الدوجماتيل) ليس من الأدوية التي تتطلب وصفة طبية.

بعض الإخوة الكرام في السعودية يذكرون لي أن الإندرال غير موجود في الصيدليات بهذا المسمى، ربما يكون تحت مسميات تجارية أخرى؛ لذا يمكنك أن تسأل عنه تحت مسماه العلمي وهو (بروبرانلول Propranlol).

أخي الكريم: لابد من إضافة أخيرة وهي أن تكون أكثر ثقة في نفسك، أن تدير وقتك بصورة صحيحة، أن تكون إيجابيًا في التفكير، أن تجتهد في العلم بما أنك طالب علم، وأن تكون مفيدًا لنفسك ولغيرك، وأن تمارس الرياضة وتمارين الاسترخاء، هذه كلها آليات علاجية تساعد الإنسان كثيرًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأتمنى أن يكون هذا الجواب كافيًا وشافيًا، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً