الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بأن حاجتي للعادة السرية حاجة نفسية، فهل هذا صحيح؟

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

جزاكم الله كل خير على استقبالكم للاستشارات.

المشكلة: أنا شاب عمري (19) سنة، ومبتلى بالعادة السرية منذ أن كنت في السادسة من عمري، مع العلم أني كنت أمارسها مع مشاهدة أفلام سيئة، ومنذ مدة أعمل على ترك هذه العادة الخبيثة، إلا أني أصبر أسبوعاً ثم تأتيني حاجة نفسية لفعل العادة فأمارسها مكرهاً، ثم أندم بعد ذلك وهكذا.. ومنذ (5) سنوات أمارس التمارين الرياضية ولا أشعر بآثار هذه العادة الخبيثة إلى الآن، مع علمي بآثارها الوخيمة، وكانت ممارستي لها غير منتظمة، فأحياناً عدة مرات في اليوم وأحياناً كل أسبوعين مرة.

أما استشارتي فهي تتعلق بكيفية ترك هذه العادة، وأنا في حاجة نفسية إليها، وكم المدة التي أترك فيها هذه العادة الخبيثة حتى أكون قد انتهيت من إدمانها؟ وكيف أعلم إن كانت تلك السنوات التي أسرفت فيها على نفسي قد أخذت شيئاً من صحتي الجنسية؟ وإن كانت هذه العادة أثرت علي من الناحية الجنسية فهل تركي لها مدة (5) سنوات كافية لاستعادة ما سلبته مني هذه العادة؟

وفي النهاية أعتذر عن عرضي هذه المشكلة، إلا أني سئمت مرارة هذه المعصية، وأعتذر عن إطالتي، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صلاح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الشيء المهم جدًّا هو أن تواجه هذه المشكلة بشيء من الوضوح مع ذاتك، وأن تبتعد من النكران تمامًا، وأن لا تسوق أي مبررات لنفسك، مجرد تفكيرك أو اعتقادك أنك قد أدمنت نفسيًا على هذه العادة، هذا بحث نحو مبررات واهية، وهذا يمكّن السلوك غير الراشد، فهذا الأمر تحت إرادتك، وأنت إنسان عاقل ومستبصر ومرتبط بالواقع، فإذن المسئولية هي مسئولية شخصية وأنت تستطيع أن تتغير، لكن الإنسان إذا حاول أن يجد المبررات هذا يمكّن السلوك السلبي، فلا أحد يستطيع أن يغيرك، أنت الذي يجب أن تغير نفسك، وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

أنت مدرك أن هذه العادة عادة سيئة وخاطئة وخبيثة، ومقتنع أنها لا تناسبك أبدًا، وأن آثارها النفسية والجسدية وخيمة، وما دمت مدركًا لذلك فيجب أن تتخذ القرار الصحيح، وهو الابتعاد عنها، وأرجو أن تكون على قناعة كاملة أن الإنسان يستطيع أن يعدل سلوكه ما دام لديه قناعة بخطأ السلوك، والتمادي لا يأتي إلا من خلال التساهل مع النفس، والنفس لابد أن تكبح، لابد أن تُلجم في بعض الأحيان، وأنت سترى جمال الحياة حين تعيش على نمط مختلف وتفتح صفحة جديدة مع نفسك، التواصل الاجتماعي، ممارسة الرياضة، تلاوة القرآن، التركيز في دراستك، الانخراط في أعمال الخير والنشاطات الثقافية.

هنالك صفحات جميلة في حياة الإنسان، ومكونات طيبة يمكن للإنسان أن يلجأ إليها ليستبدل بها هذه العادات السيئة والعادات القبيحة، إذن عليك بأن تغير الفكر وتغير المشاعر وسوف يتغير السلوك ولا شك في ذلك.

في بعض الأحيان قد تكون مضادات القلق مفيدة نسبيًا لأن يكبح الإنسان جماح هذه الانفعالات، وهذه الاندفاعات التي يحس أنها قهرية، أنا لا أقتنع أن ممارسة العادة السرية فعل قهري، لا أقتنع بذلك تمامًا، لكن الذي أقتنع به هو أن النكران والتبرير كدفاعات نفسية سلبية هي التي قد تدفع بعض الناس لمثل هذه الممارسة، والنكران يتم التخلص منه من خلال ما نسميه بفضح الذات، الإنسان يجب أن يفضح نفسه لنفسه ولا ينتظر حتى يفضحه الآخرون: "أعرف أنها سيئة، أعرف أنها قبيحة، أعرف أن الخيالات المرتبطة بها بغيضة" هذا يجب أن يكون دافعًا وحافزًا لك، ولا بد أن تفكر في المحافظة على صحتك، وعلى نفسك وعلى جسدك وعلى عقلك، وعلى دينك، هذه أسس مهمة في الحياة ومعلومة بالضرورة للناس.

هنالك مضاد للقلق متوفر في الأردن يعرف تجاريًا باسم (ديناكسيت) أرى أنه لا بأس من أن تتناوله بجرعة حبة واحدة في اليوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول هذا الدواء، وأرجو أن تأخذ بكل النصائح التي أسديتها لك، وعليك بالدعاء لنفسك، فنحن الآن في الأيام الطيبة في شهر الخيرات في شهر البركات، فسل الله تعالى أن يعافيك، وأن يصرف عنك السوء، وسله تعالى الحسنى وزيادة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً