الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل البروزاك يسبب الهوس وأعراضا جانبية كثيرة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته‎

أنا صاحبة استشارات سابقة، ولقد طلبت استبدال الزيروكسات بالبروزاك لما يسببه من زيادة بالوزن، ولقد سمعت عن البروزاك أنه يسبب الهوس، وأعراضاً جانبية كثيرة.

أنتظر رأيكم، سدد الله خطاكم، ووفقكم لما يحب ويرضى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفق معك أن الزيروكسات في بعض الأحيان قد يسبب زيادة في الوزن، خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ أسري بمرض السمنة، فالاستعداد والقابلية الوراثية والجينية هي الأصل والأساس في حدوث زيادة الوزن.

زيادة الوزن التي يسببها الزيروكسات تكون دائمًا في الأربعة أو الخمسة أشهر الأولى، بعدها قد يتوقف الوزن، وإن اجتهد الإنسان بممارسة الرياضة والتحكم في الطعام ربما يبدأ الوزن في النزول.

البروزاك دواء جيد، ويؤدي إلى خفض الوزن في بدايات العلاج، لكن بعد ذلك قد يؤدي إلى ارتفاع بسيط في الوزن، أو ربما يظل الوزن كما هو.

إذن: البروزاك يعتبر أفضل فيما يتعلق بالتغيرات التي تحدث من زيادة في الوزن حين يكون الدواء المتناول هو الزيروكسات.

ما سمعته عن البروزاك أنه يسبب الهوس، هذا الكلام ليس صحيحًا إذا أخذناه على الإطلاق، ولكن إذا استوضحنا بعض الأمور ربما يكون فيه شيء من الصحة.

هنالك بعض الناس يعانون من حالات تعرف بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، ونعني به أن الإنسان قد يصاب باكتئاب نفسي قد تعقبه نوبات من زيادة في الانشراح وتحسن المزاج، وقد يصل هذا إلى وضع هوسي.

بعض هؤلاء الناس تكون لديهم النوبات الاكتئابية مستمرة دون التعرض للنوبات الانشراحية، والتي غالبًا تكون كامنة وخاملة، تظهر إلى السطح بعد أن يتناول المريض الدواء المضاد للاكتئاب من أجل أن يخرج من الحالة الاكتئابية، ومن الأدوية الشائعة جدًّا عقار بروزاك الذي يساعد في هذه الحالات، وبما أن التشخيص في الأصل ليس اكتئابًا نفسيًا، إنما اضطراب وجداني ثنائي القطبية، هنا يفيد البروزاك جدًّا في علاج الاكتئاب، لكنه قد يدفع الإنسان إلى القطب الآخر وهو القطب الانشراحي الهوسي -أرجو أن تكون الصورة قد اتضحت- والاضطراب الوجداني ثنائي القطبية ليس مرضًا منتشرًا مقارنة مع الاكتئاب العادي، فإذا كان الهدف من تناولك للبروزاك هو علاج الاكتئاب، فليس هنالك خوف أبدًا من أن البروزاك سوف يسبب الهوس أو الانشراح الزائد في مثل هذه الحالات.

أما أن له أعراضا جانبية أخرى كثيرة، فهذا ليس صحيحًا، لكن في فترات العلاج الأولى -كما ذكرنا- ربما يؤدي إلى ضعف بسيط في الشهية للطعام، وهذا ربما يكون مقبولاً في حالتك، بل مرغوبًا.

قد يؤدي أيضًا إلى زيادة بسيطة جدًّا في القلق لدى بعض الناس، وهذه حالات بسيطة ونادرة، وتكون هذه الأعراض -أي أعراض زيادة القلق- في الأيام الأولى للعلاج.

أيضًا قد يؤدي إلى اضطراب بسيط في الهضم في الأيام الأولى للعلاج، وهذا العرض شائع تقريبًا جدًّا مع كل هذه الأدوية، وحين يتم تناول الدواء بعد الأكل يختفي هذا العرض تمامًا.

أرجو أن تكوني قد اطمأننت، وأؤكد لك أن البروزاك دواء ممتاز وفعال، وكإضافة -أسأل الله أن تكون مفيدة- أود أن أذكر أن الفافرين الذي يعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) يعتبر أيضًا بديلاً جيدًا للزيروكسات لعلاج الوساوس والمخاوف والقلق والتوترات، وفي ذات الوقت لا يزيد الوزن بنفس نسبة الزيادة التي تحدث مع تناول الزيروكسات.

ذكرتُ هذه الحقيقة العلمية ليكون لديك خيار آخر في حالة عدم ارتياحك أو تخوفك من تناول البروزاك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً