السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 26 سنة، وأظن أن الزواج قد يكون علاجي الوحيد؛ لأنني أضيع الكثير من جهدي وصحتي وتفكيري في أمور تتعلق بالزواج والجماع, وللأسف ينتهي بي الأمر بممارسة العادة السرية التي أنهكتني، وتكاد أن تدمر حياتي, وهي المعصية الكبيرة والوحيدة في حياتي التي لم أستطع التغلب عليها, رغم محاولاتي العديدة التي كانت تبوء بالفشل, حتى أني جربت الصيام مراراً وتكراراً، ولكني لم أستفد الكثير, فهذه الأمور معي وفي مخيلتي منذ كنت طفلاً، وبقيت معي بعد البلوغ إلى يومي هذا.
طالما دعوت الله جل وعلا أن يخلصني من هذه العادة، ويرزقني الزوجة الصالحة، ومن غير سابق إنذار أو مقومات مادية كافية للزواج يسر الله لي عائلة محترمة غنية يظهر عليها سمات الطاعة، والدين, رغم عدم وجود العلم الشرعي الكافي عندهم, وصليت الاستخارة، وذهبت لخطبة ابنتهم، فوافقوا علي رغم وضعي الاقتصادي السيء، وحصل هنالك جدال حول الكثير من الأمور المتعلقة بالخطبة والسكن والزواج، وقبل كل خطوة أخطوها كنت أصلي الاستخارة، وكانت أموري تتيسر على أفضل مما أريد، وتمت الخطوبة -ولله الحمد-.
المشكلة الكبيرة التي أعاني منها هي أنني عندما أتكلم مع الخطيبة عبر الهاتف أحس بمدى تقواها وحبها لي، وأحس أني أحبها، ولكني عندما أذهب وأراها أحس بالجمود تجاهها، وأرى أنها ليست جميلة رغم أنها ليست قبيحة -مقبولة الجمال- وأحس بأني لا أحبها, حقيقة لم أعد أعرف شعوري تجاهها، فعند الحديث معها عبر الهاتف أحس بأنني أحبها، وأنها تحبني, وأنها فتاة تحب الله ورسوله, وأنها مستعدة للتعاون معي لتأسيس أسرة مسلمة, ولكني عندما أراها أحس بأني لا أحبها، وأنا في حيرة من أمري، هل أكمل طريقي معها أم لا؟ وهل أنا أحبها فعلاً أم لا؟
المشكلة الأكبر أني أخاف إن تركتها ألا أتزوج بفتاة أخرى خلال السنوات القليلة المقبلة بسبب سوء أوضاعي الاقتصادية، وأخاف كذلك أن أعود إلى ممارسة العادة السرية، وما فيها من مضار نفسية علي؛ لأنني أشعر أنني أعصي الله سبحانه وتعالى، وأني لا أستطيع أن أمتنع عن هذه المعصية, رغم أني أحاول بشتى الوسائل, ويشهد الله أنني عندما كنت أكتب لكم هذه الاستشارة أن عيناي تذرفان حزناً على عدم قدرتي عن الكف عن هذه المعصية التي أرقتني، ولكن بنفس الوقت أخشى إن تزوجت بهذه الفتاة، وكنت فعلاً لا أحبها أخشى أن أظلمها معي، وهذا ما لن أغفره لنفسي مدى الحياة, فأنا مبدئي في هذه الحياة أني إن ظلمت نفسي فقد يغفر لي ربي، ولكني لست مستعداً أن أكون ظالماً لغيري، ولو كلفني هذا إكمال ما تبقى من حياتي، وأنا أعاني من هذه المشكلة.
أرجو الرد بأسرع وقت ممكن، وإبداء النصح والإرشاد؛ لأنني أخشى أن يزداد تعلق الفتاة وأمها وأبيها بي أكثر من اللازم، وأن يظنوا بي خيراً ثم أكون على خلاف ذلك.