الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رددت جملة مع نشيد وأتتني وسوسة بسببها، فهل علي إثم؟؟

السؤال

السلام عليكم
والله أخجل منكم فقد أتعبتكم معي .. وأرتاح عندما أستشيركم بارك الله فيكم.

أذكركم بأني أريد أن أنسى أني موسوسة، فقد قررت التجاهل التام لمدة شهر، وارتحت أول 3 أيام، لكن في اليوم الرابع وأنا في قمة التفاؤل والعزيمة حدث لي هذا الموقف، وأتمنى أن تخبروني إن كان علي ذنب الخروج من الملة والعياذ بالله أم لا؟!

كنت أردد نشيدة ومتفائلة أن أتغلب على الوسواس القهري وكيد الشيطان بفضل الله، لكن وأنا أسمع النشيدة رددت الكلمات معها وأصابني وسواس وأنا في قمة التفاؤل، فهل في هذه الجملة: ( أيها الزيف كفاك) تسخط مذموم مكفر أو أي شيء آخر والعياذ بالله؟

لا أدري ما هو قصد النشيدة بالزيف؟ ولكني كنت أقصد زيف الوسوسة أني سأتغلب عليه إن شاء الله، وبعدها شككت أن ذلك تسخط محرم لأني قلت كفى وكأني أخاطب الزيف، فربما هذا شرك لأن الله وحده محرك الأمور، أو لأني أتضجر لا أعلم؟

لكني أعلم أني أحب ربي، وراضية بقضائه والحمد لله، وكان قصدي أن أخاطب الزيف وسخافة الوسواس، وأشجع نفسي على تدميره بأمر الله، فماذا ترون؟ وهل علي شيء؟

سأكمل جهادي إن شاء الله - وبانتظار ردكم - وأتبع قاعدة: ( أصل الإسلام لا يزول بالشك) والله المستعان.

لن أنسى وقفتكم معي .. جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلامة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الأمور بمقاصدها، وإنما الأعمال بالنيات كما صح عن رسول رب الأرض والسموات، فأبشري بالخير، وتذكري أن كيد الشيطان ضعيف، وأن الله الرحيم الغفور لا يؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، فتجاهلي ما حصل وتوكلي على الله عز وجل، وتفاءلي وعمري حياتك بالأمل بعد الثقة في الله عز وجل.

وأرجو أن تتذكري أيتها البنت الفاضلة: أن عدونا الشيطان يغير من أساليبه وخططه، فكوني فقيهة وعالمة بحيله، وسدي عليه المنافذ، وتذكري عظمة العظيم وحقارة الشيطان الرجيم الذي ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.

ولا شك أنك حملت الكلمة المذكورة أكبر مما تحتمل، ولم يتضح لي فيها أي محظور شرعي خاصة مع عدم قصدك، واحمدي الله الذي رد كيد الشيطان إلى الوسوسة، واعلمي أن هذا الخوف منك والانزعاج الذي حصل هو صريح الإيمان، كما قال رسولنا المبعوث العدنان.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وعاملي هذا العدو بنقيض قصده، وواجهي وساوسه بالإهمال، فإن أهم علاج للوسوسة يكون بعدم الالتفات إليها، وتذكري أن هذا العدو يندم إذا تبنا، ويتحسر إذا استغفرنا، ويبكي إذا سجدنا لربنا عز وجل.

وهنيئاً لك بحبك لله، وهنيئاً لك برضاك بقضاء الله وقدره، ومرحباً بك ونسأل الله أن يسهل أمرك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً