الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما تفسير مجيء الطمث بعد قطع الديفاستون بـ 3 - 5 أيام؟

السؤال

سلامي للفاضلة الدكتورة رغدة عكاشة

أريد أن أعرف ما هو التفسير العلمي لآلية مجيء الطمث بعد قطع الديفاستون بـ 3-5 أيام، ما السبب؟ ولماذا عند استعماله أحيانا تنزل مشجات، وتعتبر استحاضة، أما الدورة فهي ما يأتي بعد إيقافه مباشرة، يعني ما الفرق بين الحالين مع التوضيح؟ وما آلية تحريض الدورة الشهرية بالميكروفال وحقن لبروجسترون؟

عند ولادة جنين ميت يعطى بارلودل أو الاوكسيتوسين لمن تعاني من الضغط، فما الهدف من ذلك؟ وما آلية عمل كلا الدواءين؟ وهل فعلاً يتوقف الحليب نهائياً بعد استخدامها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ همسات حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن سؤالك هو سؤال جيد، وينم عن نباهة وذكاء, والإجابة عليه تتطلب الخوض في مادة (الفيزيولوجيا الطبية) التي كنت أعشقها، وأنا أدرس الطب, لأن فيها الكثير من صور الإعجاز في خلق الإنسان، والموضوع يتطلب الخوض في تفاصيل معقدة أيضا, لكن مع ذلك سأحاول في عجالة وتبسيط أن أجيب على تساؤلاتك –ياعزيزتي-.

إن الهرمونات في الجسم,وخاصة في الرحم, تعمل بآلية معقدة جدا, وكفريق واحد متعاون جدا, وتتداخل في عملها مع بعضها البعض، وأن الهرمونين الأساسين في بناء بطانة الرحم ونزول الدورة الشهرية, هما: هرمون الاستروجين, وهرمون البروجسترون, وعمل الواحد منهما يتمم عمل الثاني.

ولتسهيل وتوضيح الصورة, سأشبه بطانة الرحم بالجدار أو الحائط, يكون الاستروجين مسؤولا فيه عن وضع الطوب بجانب بعضه البعض, ويكون البروجسترون مسؤولا عن تثبيت هذا الجدار بوضع الإسمنت بين الطوب, وبهذا الشكل يتم بناء بطانة الرحم، وتتسمك وتبقى ثابتة طالما أن هنالك توازنا بين الهرمونين.

إذا يلزم أولا، وكخطوة أولى وجود الاستروجين في الجسم حتى يتمكن البروجسترون من العمل، وإن كان هرمون البروجسترون موجود وبكمية كافية, فستبقى البطانة ثابتة، ولا تنسلخ, لكن عند إيقاف البروجسترون, ستتصدع البطانة، وتبدأ بالانسلاخ، والسقوط في أماكن متفرقة, وبالتالي تتمزق الأوعية الدموية تحتها، ويبدأ الدم بالنزول حسب سمك البطانة, في فترة من 2-5 أيام وهذا يعتبر حيضا, لأنه يحوي على نسيج البطانة الرحمية المنسلخة، والتي هي المكون الأساسي في تركيب دم الحيض.

أما سبب المشحات التي تنزل خلال تناول الدوفاستون فهو أن الجرعة قد لا تكون كافية, فيحدث تخلخل ونزول قليل من الدم من الأوعية الدموية بين خلايا البطانة الرحمية, لكنه ليس انسلاخا للبطانة لذلك فهي ليست حيضا، بل هي استحاضة.

ولعل في شرحي هذا أيضا تفسير لآلية نزول الدم بحقن البروجسترون، وغيره من أشكال هذا الهرمون.

عند وفاة الجنين يتم استخدام بعض الأدوية لتحريض الطلق، ولتسريع الولادة, ومنها (الأوكسيتوسين ) فهو مقبض جيد لعضلة الرحم, كما أنه يستخدم بعد الولادة للحفاظ على انقباض الرحم ومنع النزف, لكنه لا يستخدم مطلقا لمنع إدرار الحليب, فهو لا يفيد في هذه الحالة.

أما (البارلودل) فهو الدواء الذي يستخدم لخفض هرمون الحليب, أو لمنع إدرار الحليب بعد ولادة جنين متوف, وذلك حتى لا يحدث احتقان أو التهاب في الثدي لا قدر الله, وهو فعال جدا إذا تم تناوله بالوقت المناسب, أي قبل بدء نزول الحليب.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً