الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الإصابة في الرأس أثرت على قدراتي العقلية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدايةً: أود أن أحييكم على المجهود المتميز، ونسأل الله أن يجعل هذا المجهود في ميزان حسناتكم.

مشكلتي: تعرضت لإصابة قوية في منتصف الرأس من الجانب الأيمن، لم يحدث قيء أو فقدان وعي أو ذاكرة، كل ما حدث هو أنني شعرت بضعف تركيز، بالإضافة إلى ألمٍ شديد مكان الإصابة، وبعد فترةٍ قصيرة وجدت ورماً صغيراً جداً مكان الإصابة، وظلت هذه الإصابة موجودة لمدة أربعة أيام، وكلما استشعرت مكانها أحسست بالألم.

المشكلة هي إحساسي بأني أصبحت ضعيف الفهم والحفظ، ولازمتني حالة من البلادة، ولم أعد أمارس حياتي بصورةٍ طبيعية، ولم تعد عندي رغبة في عمل أي شيء.

السؤال هو: هل يمكن أن تكون هذه الإصابة أثرت على القدرات العقلية؟ مع العلم أنه لا توجد أعراض غير المذكورة، وما الذى ينصح به في حالتي؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمثل هذه الإصابات الرأسية هي في الحقيقة نوع من الكدمات السطحية، وبما أن الرأس يحتوي على الدماغ فينشغل الإنسان في كل إصابة تحدث في هذه المنطقة؛ وذلك نسبة لحساسية وأهمية الجهاز العصبي.

انطباعاتي لا تشير أبدًا إلى أن هذه الإصابة شديدة أو بليغة أو أنها أثرت على خلايا الدماغ، لكن أيها الفاضل الكريم حتى تُصبح أكثر اطمئنانًا أفضل أن تذهب وتقابل الطبيب، طبيب العظام أو طبيب جراحة المخ والأعصاب أو حتى الطبيب العمومي، وسوف يقوم بفحصك وإجراء بعض الفحوصات الأولية مثل عمل أشعة للرأس، فهذا هو الذي يطمئنك ويخرجك من هذه الدوامة.

التورّم الموجود قد يكون تجمعًا دمويًّا، ووجود الألم طبيعي جدًّا، لكن أعتقد أن ذهابك إلى الطبيب هو الوسيلة التي سوف تبعث فيك الطمأنينة.

أنت لست بضعيف الفهم أو الحفظ، إنما أنت مشغول وقلق حول ما حدث لك، ومن الناحية العلمية والعملية أيضًا: في بعض الأحيان هذه الارتجاجات الدماغية البسيطة قد تؤدي إلى ضعف في التركيز، وهذا يكون بدرجةٍ بسيطةٍ ولفترةٍ مؤقتة جدًّا، وفي جميع الأحوال يجب ألا تنزعج.

وهنالك حقيقة علمية لا بد أن أؤكدها لك، وهي أن إصابات الجمجمة التي تصيب الشباب واليافعين دائمًا أثرها السلبي قليل جدًّا؛ لأنه وبفضل من الله تعالى تحمّل الدماغ والجمجمة في هذه الأعمار كبير جدًّا، لكن بالنسبة لكبار السن مثلاً إصابات الرأس حتى وإن كانت بسيطة ربما تكون لها تبعات وانعكاسات سلبية مثل حدوث النزيف الدماغي مثلاً.

فأرجو أن تطمئن، ونصيحتي هي أن تذهب إلى الطبيب فقط من أجل المزيد من الاطمئنان، ويجب أن تعيش حياتك بصورة طبيعية، وأن تركز على دراستك، وتحين الأوقات الطيبة والجميلة والتي يكون فيها الدماغ في حالة استرخاء، وهذا يؤدي إلى تحسن الاستيعاب، ومن هذه الأوقات والفترات: الوقت بعد الاستيقاظ من النوم، والوقت بعد صلاة الفجر، فهذه يكون تركيز الإنسان فيها في أحسن حالاته، فأرجو أن تستفيد منها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً