الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ضيق بالتنفس، وآلام متفرقة بالجسم، أرجو المساعدة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 20 سنة، وأعاني من الإحساس بسرعة في نبضات القلب، وضيق في التنفس، وآلام متفرقة في الجسم، وفقدان الشهية، وعدم النوم في الليل، وأحيانا لا أحب التحدث مع أحد، وأتضايق عندما يتكلم أحد معي، وأعاني من آلام في المفاصل، وكسل وغصة في الحلق، وذهبت إلى المستشفيات، فقالوا لي: بأنني لا أشكي من شيء، ثم ذهبت إلى المشايخ، وقالوا أيضا: بأني لا أشكو من مس أو شيء، وأصبحت دائمة التفكير.

أتمنى أن تساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ همس أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أعراضك واضحة جداً، وهي بسيطة - بإذن الله-، وسرعة ضربات القلب، وضيق التنفس، والشعور بالغصة، واضطرابات النوم، وفقدان الشهية، التكاسل، هي من نتائج القلق النفسي، وهذا القلق النفسي أحياناً يكون ممتزجا بعسر في المزاج، وهي مرحلة اكتئابية بسيطة جداً، وكذلك الألم وخاصة ألم المفاصل، فإننا أيضا نشاهده مع حالات القلق والاكتئاب البسيطة.

وفحوصاتك كلها جيدة، ومقابلتك أيضا للمشايخ كانت مطمئنة جدا، وأنا من جانبي أؤكد لك أن هذه الحالة حالة نفسية بسيطة، ومثل ما ذهب إلى الأطباء، وقاموا بفحصك، أؤكد أن كل شيء سليم، وسوف يكون من الجميل جداً أن تذهبي وتقابلي طبيبا نفسيا، وهذا لا يعني أن علتك علة صعبة أو شديدة، ولكن فقط لنطمئن عليك.

الطبيب سوف يوجه لك الإرشادات المطلوبة، ويعطيك العلاج الذي سوف يساعد في علاج القلق والتوتر، ومن جانبي أقول لك:

أولا: عليك بممارسة تمارين الاسترخاء 2136015.

ثانياً: عليك بتجاهل حالة القلق هذه، وضيق التنفس سوف يزول تماماً - إن شاء الله تعالى - من خلال ممارسة تمارين الاسترخاء، وعليك أيضا أن تمارسي أي نوع من التمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة.

ثالثا: أخذ قسط كافٍ من الراحة، وتجنب تناول الشاي، والقهوة بكميات كبيرة، أيضا يساعد في علاج حالة القلق هذه، وأنا أنصحك أيضا أن تصرفي انتباهك عن كل ما تعانين منه، وذلك من خلال أن تكون لك حيوية ومشاركات حقيقية في شئون أسرتك، والأمور المتعلقة بالمنزل.

رابعا: عليك أيضا بالتواصل الاجتماعي، فأنت أكملت دراستك الثانوية، فلماذا لا تفكري مثلاً في مرحلة دراسية أخرى.

خامسا: اذهبي إلى أماكن تحفيظ القرآن، فهناك ستجدين الدعم النفسي الكبير، والطمأنينة، وزوال القلق - إن شاء الله تعالى -.

سادسا: الصحة النومية يمكن تحسينها من خلال: تجنب النوم النهاري، عدم تناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساءً، وتثبيت وقت النوم ليلاً.

وتكلمنا عن التمارين الرياضية، وكذلك تمارين الاسترخاء، فهي مفيدة جداً، وعليك بالأذكار، وكوني حريصة عليها، فهذه كلها - إن شاء الله تعالى - ستحسن من مزاجك، وتحسن النوم لديك.

أرجع مرة أخرى وأقول: أن كل التطبيقات والإرشادات مهمة، وإن تمكنت من الذهاب إلى الطبيب النفسي فهذا جيد، وإن لم تتمكني، وبعد التشاور مع أهلك، فيمكن أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للقلق والتوتر: ومنها عقار يعرف باسم فلونكسول، واسمه العلمي هو فلوبتكسول، وجرعته هي نصف مليجرام ليلاً لمدة أسبوع، ثم تكون الجرعة نصف مليجرام صباحا ومساء، أي حبة صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم اجعليها حبة واحدة في المساء لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

وهذا دواء بسيط جداً، ومزيل للقلق والتوتر، وبالطبع إن لم تتحسن حالتك، فهنا يكون الذهاب إلى الطبيب أمراً ضرورياً، وأنا على ثقة تامة أن الحالة بسيطة، وقد أوضحنا لك التشخيص، وكذلك الآليات العلاجية التي يجب أن تتبعيها.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً