الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرهاب الاجتماعي المتوسط أسبابه وعلاجه

السؤال

السلام عليكم.

أشكركم على المجهودات القيمة التي تقومون بها في هذا الموقع المتميز.

أنا - يا دكتور - عندي رهاب اجتماعي متوسط, وكنت منذ سنة آخذ دواء بروبرنولول, وقد أفادني كثيرًا وجعلني أكثر قدرة على مواجهة الصعوبات, وأصبحت أتكلم من دون تلعثم, وأعرف كيف أتكلم, كنت آخذ حبة 10ملغ 4 مرات في الأسبوع, فالمجموع 40 ملغ في الأسبوع, ولكن حصل لي انخفاض شديد في الدم, وبعدها أنقصت الجرعة إلى 5 ملغ مرة أو مرتين في الأسبوع, آخذ حبة 10 ملغ وأقسمها وأتناول نصفها, فهذه الجرعة أيضًا تفيدني نوعًا ما.

أريد أن أسألك - يا دكتور- هل هناك ضرر من أخذ هذه الجرعة لأن الحبة غير مكتملة؟ ولم يعد ضغطي ينزل, بل رجع طبيعيًا عندما أنقصت الجرعة.

وأيضًا أنا أعاني منذ عام من دوخة في رأسي عندما أفكر كثيرًا, ولا زالت مستمرة معي, مع ألم في الرأس, وقد بدأت عندي الدوخة قبل أن آخذ بروربرانولول, وأيضًا هل هناك أدوية للرهاب لا تزيد الوزن؟ لأني أصلاً أعاني من الوزن الزائد, وأنا الآن أحاول التخلص منه.

أنا في أوروبا, فهل علاج اروريكس موجود كي أذهب لطبيب لكي يعطيه لي؟ لأني سمعت أنه لا يزيد الوزن, وأيضًا قرأت عن البروزاك, ولكن هل يصلح لرهابي المتوسط؟ أيضًا جربت دواء زناكس قبل المناسبات الاجتماعية فلم يفدني, أخذت حبتين ولم أستفد من الدواء, وأعدت الكرة عدة مرات ولكن لم ألمس منه أي فائدة, فلماذا؟ وهل يوجد مهدئ آخذه وقت المناسبات غير الزناكس؟

أما العلاج السلوكي: فأنا لن أستسلم حتى أجد مخرجًا وحلاً لمشكلتي, وأحاول أن أبدل أفكاري السلبية إلى إيجابية, وحتى عندما أكون جالسة عند الناس أكون اجتماعية, فالبداية فقط هي الصعبة بالنسبة لي, وبعدها أكون عادية بعض الشيء, إلا أني لا أحب نظرات بعض الناس لي.

فمثلاً عندما يرون القلق ظاهرًا على وجهي فإنهم يلاحظون هذا ويتصرفون باستهزاء أو يضحكون, وأنا عندما أراهم أتحطم, وكل ما استجمعته من الثقة بالنفس يتبخر, وأضطر لمغادرة المكان لكي لا أراهم ولا يروني, فكيف أتصرف في هذه المواقف يا دكتور؟ وسامحني فقد أكثرت عليك بالأسئلة, جعل الله كل جواب لك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hanine حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.

أعتقد أن مشكلتك إن شاء الله بسيطة, فهذا نوع من الخوف الاجتماعي نعتبره من الدرجة البسيطة إلى المتوسطة كما ذكرت، وأنا أعتقد أن الآليات السلوكية سوف تساعدك كثيرًا.

أولاً: تحقير فكرة الخوف, تطبيق تمارين الاسترخاء باستمرارية ودقة مفيدة جدًّا لك، والتعرض في الخيال, أي أن تعرضي نفسك لمواقف اجتماعية تتصورينها بدقة شديدة, وهذا التصور في الخيال مفيد جدًّا إذا طبق بصورة صحيحة, وعليك بالتطبيقات العملية، والتطبيقات التي تكثر فيها المواجهات.

بالنسبة للمضايقة التي تحدث لك حين مقابلة الناس, وتوجسك حول نظرتهم, وأنهم يتصرفون باستهزاء, ويضحكون, فهذا المفهوم خاطئ, والعلاج الرئيسي هو:

أولاً: أن تغيري هذا المفهوم, لا أحد يستهزأ بك, لا أحد يضحك أو يقلل من شأنك، موضوع أن تظهر أعراض على وجهك هذا أيضًا فيه شيء من المبالغة، إذن تصحيح المفهوم هو أفضل شيء لمواجهة مثل هذه المواقف، حقري هذه المفاهيم؛ لأنها في الأصل مبالغ فيها, أو يمكن أن نقول: إنها غير صحيحة، وفي ذات الوقت أكثري من التواصل الاجتماعي.

وكما ذكرت لك تمارين الاسترخاء مهمة جدًّا, وانظري (2136015), وإدارة الوقت بصورة صحيحة, وكذلك تعدد الأنشطة على النطاق الاجتماعي، والأسري، والاطلاع، فهذه كلها تعطي الإنسان دافعية إيجابية جدًّا لأن يواجه المواقف التي يتحسس فيها القلق الرهابي, واجتهدي في موضوع الوزن كثيرًا, فالنساء يصبن بشيء من الكدر نسبة لزيادة الوزن، فعليك بالرياضة, وعليك بتنظيم الأطعمة, وحساب السعرات الحرارية بدقة, فهذا إن شاء الله تعالى يساعدك في تخفيف الوزن بصورة مُرْضية جدًّا.

عقار أروريكس موجود في أوروبا, ويعرف علميًا باسم مكوبمايت, وهو بالفعل لا يزيد الوزن, وهو فعال جدًّا في علاج الرهاب الاجتماعي, فقط يتطلب منك الصبر لأنه دواء بطيء بعض الشيء، ويجب أن تكون الجرعة (150ملغ) كل ثمانية ساعات، أي ثلاثة مرات في اليوم، والجرعة الكلية هي (450ملغ) يوميًا, ويمكن أن تبدئي بها كجرعة كاملة ويجب أن تستمري عليها لمدة ستة أشهر على الأقل, بعدها يمكن أن تخفضي الجرعة إلى حبة صباحًا ومساء لمدة شهر, ثم حبة يوميًا لمدة شهر, ثم يتم التوقف عن الدواء.

أما إن كان البديل البروزاك, فهو دواء جيد, وفعاليته الآن أثبتت في علاج الرهاب الاجتماعي, كما أنه محسن للمزاج, وهو لا يؤدي إلى زيادة الوزن, وجرعة البروزاك المطلوبة في حالتك (40ملغ) يوميا, أي كبسولتين, يجب أن تكون البداية بكبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل, وبعد شهر ترفع الجرعة إلى كبسولتين, استمري عليها لمدة خمسة أشهر, ثم اجعليها كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر, ثم بعد ذلك يمكن التوقف عن تناول الدواء.

الفكر الإيجابي يأتي من خلال أن يعتمد الإنسان على أفعاله, وليس على مشاعره، والأفعال تنجز من خلال حسن إدارة الوقت, وتطوير المهارات, فكوني حريصة على ذلك, واستفيدي من طاقاتك النفسية والجسدية في هذا العمر الذي يعتبر بالفعل هو عمر الاستفادة من الطاقات, ورفع الهمة.

ولمزيد من الفائدة انظري العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637).

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً