هل يعتبر مرض القولون العصبي من الاكتئاب المزمن البسيط؟ خصوصا إذا كان يرافقه اكتئاب أم أنها حالة قابلة للعلاج؟ وهل يتحول مرض الاكتئاب إلى اكتئاب مزمن بسيط؟

هل مريض الاكتئاب المزمن البسيط تقل مهاراته وقدراته أم أنه فقط يفتقد للسعادة؟ وهل القولون العصبي وانتفاخ البطن يؤدي إلى ارتفاع وبروز عظام القفص الصدري؟ علما أني لم أكن أعاني منه من قبل مطلقا.

هل الاكتئاب يضعف ضربات القلب؟ ولم أغلب الذين لديهم قولون عصبي يشتكون من ضربات القلب على عكسي تماما فهي بطيئة؟ رغم أني عملت تخطيطا وصورة إيكو وكلها سليمة.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أولا: أنا أؤكد لك أن الاكتئاب النفسي متعدد الأنواع, ويختلف في حده وشدته, وقد يكون حالة عابرة ظرفية, أو يكون مرضا مزمنا, والحمد لله تعالى الآن الاكتئاب النفسي أيا كان نوعه يستجيب للعلاج بدرجة كبيرة.

هنالك أمر مهم جدا أنا لا أريد الناس أبدا أن تستعجل وتشخص نفسها، هذا ليس صحيح، نعم هنالك الآن فيض من المعلومات موجود أمام الناس في الوسائط الإعلامية المختلفة, وأصبح هنالك خلط كثير على الناس فيما يخص تشخيص الحالات النفسية، لذا نقول إن اللجوء إلى المختصين دائما هو الوسيلة الأفضل, وليس هنالك أبدا ما يدعو لأن تطلق الناس على أنفسها تشخيصات قد لا تكون صحيحة، أو قد لا تعالج بالصورة الصحيحة.

بالنسبة لأسئلتك: يعتبر مرض القولون العصبي من الاكتئاب المزمن البسيط, لا نستطيع أن نقول إن السبب الوحيد للقولون العصبي هو الاكتئاب المزمن البسيط، لكن هنالك دراسات معتبرة ومحترمة تربط ما بين وجود القلق النفسي والاكتئاب النفسي البسيط ومرض القولون العصبي، إذن الاكتئاب المزمن قد يكون عاملا من العوامل التي تؤدي إلى أعراض ما يسمى بالقولون العصبي, وبالطبع كلمة عصبي من العصاب والذي يقصد به القلق والتوتر، القولون العصبي حالة قابلة للعلاج, وكذلك الاكتئاب النفسي حالة قابلة للعلاج إن شاء الله تعالى.

هل يتحول مرض الاكتئاب النفسي إلى اكتئاب مزمن بسيط؟ ليس من الضروري أن يحدث ذلك، لكن المريض الذي يعاني من مرض الاكتئاب المزمن البسيط, أو ما يسمى الديصايمية قد يتحول حالته إلى اكتئاب نفسي, وهذا يسمى بالاكتئاب المركب، أي أن الأصل أن هذا الشخص لديه اكتئاب مزمن، والاكتئاب المزمن يشخص أنه اكتئاب بسيط لا يعطل حياة الإنسان, لكن يستمر لفترة طويلة لا تقل عن سنتين، وإذا جاء عليه اكتئاب حقيقي هذا يسمى بالاكتئاب المركب, وهذا أيضا يمكن علاجه.

سؤالك هل مريض الاكتئاب المزمن البسيط تقل مهاراته وقدراته أم أنه فقط يفتقد للسعادة؟ يمكن أن يكون هنالك اضمحلال في المقدرات والدافعية، والسعادة لا تكون مفتقدة دائما, لكن الإنسان قد لا يتمتع أو لا يحس بالاستمتاع بما هو طيب وجميل في الحياة, لكن الكثير من الذين يعانون من هذه الحالات لديهم -إن شاء الله تعالى- الآليات والمقدرة المعرفية التي تجعلهم يحولون الكدر إلى نوع من المزاج المعتدل في بعض الأحيان.

هل القولون العصبي وانتفاخ البطن يؤدي إلى ارتفاع وبروز عظام القفص الصدري؟ لا توجد علاقة بين الاثنين، وربما يكون بروز عظام الصدر أمرا طبيعيا لك، خاصة إذا كنت نحيفا, وكثير من الإخوة والأخوات الذين يعانون من القلق النفسي دائما تجدهم ينشغلون حول تفاصيل أجزاء جسدهم ووظائفهم الفسيولوجية, كسرعة ضربات القلب، وهذا من وجهة نظري جزء مكمل جدًا للقلق، هل الاكتئاب يضعف ضربات القلب؟ الإجابة: لا قطعيا.

لماذا أغلب الذين لديهم قولون عصبي يشتكون من ضربات القلب على عكسي تماما؟ فأنت ذكرت أنك تشتكي من بطء درجات القلب, ليس من الضروري أن الذين يعانون من القولون العصبي أن يكون لديهم تسارع في ضربات القلب، تسارع ضربات القلب من أكبر أسبابه الشعور بالهلع والهرع والقلق المزمن، وهذه قد تكون مصاحبة لأعراض القولون, أي أن القولون ليس مسببا لتسارع ضربات القلب, إنما الحالة القلقية, أو الخوف الموجود هو الذي قد يؤدي إلى تسارع ضربات القلب.

ضربات قلبك لا تقول إنها بطيئة -إن شاء الله- هي طبيعية, وهذا أمر متوقع, وهذا إن شاء الله يدل على سلامتك، والفحوصات كلها سليمة وهذا أمر مشجع.

وانظر العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 262031 - 265121 ).

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.