السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وأسال الله أن يجزيكم خير الجزاء.

هل هناك مشاكل فيما لو استخدمنا السيركويل والتربتيزول بجرعة صغيرة عند اللزوم فقط وقبل النوم؟ سمعت أن ذلك ليس محبذا وله أضرار فهل هذا صحيح؟
وهل هناك علاقة ما بينهما وبين ارتفاع أو هبوط ضغط الدم؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ناصر سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي الكريم: التعامل مع الأدوية النفسية يتم من خلال التأكد من التشخيص فيما لو أعطيت هذه الأدوية، وبالطبع لكل إنسان ظروفه وتشخصيه وطريقة تفاعله مع الأدوية، القاعدة العلمية والمهنية الصحيحة هي أن يعطى الدواء الصحيح بالتشخيص، ويجب أن تكون جرعة الدواء صحيحة وللمدة المطلوبة، وأن تكون هنالك محاذير حول التفاعلات السلبية بين الأدوية.

أيها الفاضل الكريم بالنسبة للسيركويل هو دواء جيد وفاعل، وله استخدامات معروفة، والسيركويل أصبح الآن يستخدم بجرعة صغيرة لتحسين النوم وإزالة القلق والتوتر، وهذا الدواء في الأصل هو دواء لعلاج مرض الفصام، والاضطراب الوجداني ثنائي القطبية بجرعات كبيرة نسبيا، أما بجرعات صغيرة فهو دواء فاعل جداً لعلاج القلق والتوتر ومحسن للنوم، ومن ميزاته السلامة.

التربتيزول دواء تخصصي لعلاج الاكتئاب النفسي، يساعد أيضا في علاج القلق، وله ميزة أساسية وهي أنه يحسن النوم بصورة جيدة، لكن يعاب عليه بعض الآثار الجانبية، مثل الشعور بالجفاف بالفم والثقل في العينين وربما الإمساك، كما أن استعماله بالنسبة للرجال خاصة من كبار السن قد يؤدي إلى إضعاف النوم بالنسبة للذين لديهم ارتفاع في ضغط العين، أو ما يعرف بالماء الأزرق، فلا ينصح باستعمال هذا الدواء.

أخي حتى لا أطيل عليك الأمر؛ أنا أعتقد أنه يجب أن تضع قاعدة علاجية جيدة بالنسبة لك، إذا كان هنالك قلق أو اكتئاب يجب أن يعالج بصورة صحيحة، بتناول الجرعات المناسبة من هذه الأدوية أو غيرها، وبعد التحسن تنتقل من خلال مراحل الخطة العلاجية المعروفة، والتي تتمثل في الجرعة التمهيدية ثم الجرعة العلاجية، ثم الجرعة التي تستعمل للوقاية، ثم التوقف التدريجي.

وبعد ذلك إن كانت هنالك حاجة لتناول السيركوريل أو التربتيزول - من وقت لآخر - وبجرعة صغيرة لا تتعدى (25) مليجرام في كل واحد منهما؛ فلا مانع من ذلك، لكن يجب أن لا يكون منهجك هو فقط استخدام هذه الأدوية عند اللزوم، ودون أن تكون قد عالجت السبب الرئيس للاضطراب، ولابد أن تأخذ الآليات الأخرى في تحسين الصحة النومية، والحرص على أذكار النوم ( 277975)، وتجنب النوم النهاري، وعدم تناول المثيرات التي تحتوي على الكافيين مساءً.

بالنسبة لسؤالك: سمعت أن ذلك ليس محبذا وله أضرار فهل هذا صحيح؟
أظن قد أوضحت لك هذه النقطة بشيء من التفصيل.

وسؤالك: وهل هناك علاقة ما بينهما وبين ارتفاع أو هبوط ضغط الدم؟
لا توجد علاقة بين الدواء وارتفاع ضغط الدم، ولكن قد يؤدي إلى هبوط بسيط في بعض الأحيان؛ خاصة إذا كانت الجرعة عالية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.