السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيراً على معاونتكم لأخواتكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 21 متزوجة منذ سنتين، لدي خوف من الموت منذ 6 سنوات تقريباً يزيد أحياناً ويتلاشى أحياناً أخرى، لكني أحاول تجاهله وأردد أنها مجرد أوهام -والحمد لله- تغلبت عليه بفضل الله، لكن منذ أسبوعين جئت لزيارة أهلي وهم يسكنون في منطقه أخرى، ومنذ زيارتي لهم وأنا قلقة وخائفة من الموت، في أول أيام وصولي لم أستطع النوم، وكنت أصاب بهبوط وبرودة بالأطراف لشدة خوفي، وكل شيء أمر به يؤول لدي على أنه دلالة موت، حتى الأشياء الطبيعية تفسر في عقلي بذلك.

حاولت التغلب على الفكرة وأنني -ولله الحمد- بخير، لكنها تراودني من وقت لآخر (في أوقات باتت متقاربة جداً) قبل زيارتي لأهلي كنت في حالة من الملل أو الفتور بسبب بعض الضغوطات، هل يكون هذا رد فعل؟ إذ أني في الليلة التي تسبق زيارتي لهم بكيت كثيراً.

أرغب في التخلص من هذا الأمر حيث أني سأسافر بعد مدة -إن شاء الله-، ولكني أفكر بإلغاء هذا السفر لأنني خائفة. أعلم أن الموت أمر لا بد منه لكني أخاف من هذه الفكرة، ودائماً يأتيني خوف أكبر حينما أدفع هذه الفكرة عني، أرغب بالعيش بهدوء داخلي بعون من الله ثم منكم.

أخيراً: هل القلق والاكتئاب قد يسببان تأخيراً في الإنجاب؟ مع العلم أنا لا أتناول أي أدوية -والحمد لله-.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

الحمد لله تعالى أنت مدركة لحقيقة الموت، وأن الموت أمر لا بد منه، وأن الموت أتي، وأن الموت هو جزء من الحياة، وأن الأعمار بيد الله، وأن الخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان لحظة ولا ينقصه، هذه هي المبادئ الرئيسية التي يجب أن يتعامل من خلالها الإنسان.

هنالك خوف طبيعي من الموت وهنالك خوف مرضي، والخوف المرضي لا يتناسب أبداً مع الحدث ولاشك أن الموت أمر عظيم، لكن في ذات الوقت الخوف الدائم والمتصل منه والخوف غير متناسب مع ما هو مطلوب هذا يعتبر نوعا من قلق المخاوف وهذا الخوف فيه جانب وسواسي، ونحن نقول أن أفضل علاج هو التجاهل وإدراك حقيقة الموت، وأن يصرف الإنسان تفكيره وأنشطته جميعاً إلى أمور تجعله يتدبر ويتفكر ويتأمل في الحياة بصورة لا تجهده من خلال التفكير الكثير، هنالك أيضاً خطوات عملية مهمة جداً، الحرص على أذكار الصباح والمساء مهمة جدًا، أذكار النوم على وجه الخصوص تقلل كثيراً من فرصة الخوف المرضي من الموت.

ثانياً: تطبيق تمارين الاسترخاء بما أن هذه المخاوف في الأصل هي قلقية، تمارين الاسترخاء نعتبرها مفيدة جداً ونافعة، ولذا نرجو منك الاطلاع على هذه الاستشارة (2136015) التي توضح لك كيفية تطبيقها، وأرجو أن تكوني حريصة في تطبيقها.

ثالثاً: إذا كان هذا الخوف فعلاً معطلة لحياتك ومطبقة على فكرك، وهنا استعمال الأدوية المضادة للمخاوف ربما يكون أمراً مطلوباً، ومن أفضل هذه الأدوية دواء يعرف باسم سبرالكس جرعته هي (5) مليجرام، وتعتبر جرعة صغيرة جداً أي نصف حبة يومياً لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك يتم رفع الجرعة إلى حبة كاملة أي (10) مليجرام، وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض بعد ذلك الجرعة إلى (5) مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم (5) مليجرام يوم بعد يوم لمدة شهر أخر، ثم يتم التوقف عن تناول هذا الدواء .

إذن هذا خيار دوائي أمامك إن شاء الله ما ذكرته لك من تغير في المفاهيم، وممارسة تمارين الاسترخاء، وصرف الانتباه بجانب تناول الدواء، أعتقد سوف تقضي على الخوف المرضي من الموت، وليس الخوف الطبيعي بل المطلوب من الموت.

سؤالك: هل القلق والاكتئاب قد يسببان تأخيرا في الإنجاب؟ هذا الموضوع حوله الكثير من الاختلاف، والشيء المتفق عليه بصفة عامة أن القلق والاكتئاب إذا أثرا على مستوى هرمونات الأنوثة -وهذا قد يحدث في بعض الأحيان- فربما يكون هنالك تأثير وتأخير للإنجاب، ولكن لا نستطيع أن نقول هذا العامل أي عامل القلق على وجه الخصوص وكذلك الاكتئاب هي من الأعراض الرئيسية.

وللفائدة راجعي علاج الخوف من الموت سلوكيا: (259342 - 265858 - 230225).

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.