السلام عليكم.

يا شيخنا الكريم والفاضل: أخي مريض نفسيًا على ما أعتقد.

بداية المرض قبل 9 أو 11 سنة تقريبًا, وأول عرض أنه كان يتكلم ويضحك مع نفسه, خاصة الضحكة تكون "مسعوعة" جدًّا وأيضًا حركات اليد والرقبة, لا يهتم بالنظافة إطلاقًا, ذهبنا به لشيوخ للرقية, لكنهم يقولون: لا يوجد فيه شيء من مس أو عين أو سحر.

وقبل 4 سنوات أو أقل تقريبًا تحسن كثيرًا جدًّا, لكنه يحب العزلة, ولا يتكلم إلا نادرًا, أو عند طلب شيء معين, يشعر بألم في العظام, ويشكو منه, وأيضًا عنده حركات لا إرادية في العين واليد, خاصة عند الأكل, فتزيد الحركات الضعف, ويشد يديه بقوة بسبب قوة الحركات من أجل الأكل.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.

الأعراض التي تحدثت عنها والتي يعاني منها هذا الأخ، هي تغيرات سلوكية مهمة، أن يتكلم الإنسان وحده, أو يضحك وحده، وكذلك لا يهتم بنظافته الشخصية أبدًا، هذا المكونات رئيسية لبعض الأمراض النفسية والذهانية، والتطور الذي تلى ذلك وهو التحسن في حالة هذا الأخ هذا نسميه التحسن التلقائي, وقد يحدث في بعض الأمراض النفسية والذهانية، لكن هذا لا يعني أن المرض قد انقطع.

الذي أنصح به أيها الفاضل الكريم: أن ترتبوا لهذا الأخ أن يقابل الطبيب النفسي، فهذا مهم جدًّا، والحالة سوف تقيم بواسطة الطبيب, وبعد أن يوضع التشخيص الصحيح سوف يوضح لكم البرنامج العلاجي، وغالبًا أن هذا سوف يحتاج لبعض الأدوية, كما أن إجراء فحوصات جسدية ومخبرية تعتبر ضروريًا لهذا الأخ؛ بما أنه يشتكي من آلام, وتوجد هذه الحركات اللاإرادية, فلابد من الفحص الطبي, وإن شاء الله تعالى الفحوصات سهلة, وإجراؤها ليس بالصعب أبدًا.

كثيرًا ما يرفض الأشخاص الذين يعانون من علل نفسية الذهاب إلى الطبيب, لكن يمكن إقناعهم من خلال التواصل معهم بصورة لطيفة, وإبداء المساندة والرأفة، وأن لا يتحدث معه عدة أشخاص حول هذا الموضوع, فحين يكون هنالك إلحاح من جميع أفراد الأسرة تجد المريض ينفر, وربما يرفض تمامًا، لكن إذا تحدث معه شخص واحد له تأثير عليه فهذا أفضل, وليس من الضروري أن يقال له: إنك تعاني من علة نفسية, أو شيء من هذا القبيل.

الذهاب به إلى الطبيب من وجهة نظري مهم جدًّا, وجزاك الله خيرًا على اهتمامك بأمره، وموضوع العين والسحر هي حق لا شك فيه, ولكن الذي أراه أن هذه الحالة حالة طبية، وهنالك مؤشرات ودلائل قوية جدًّا تشير إلى ذلك.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع إسلام ويب.