السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الدكتور الفاضل محمد عبد العليم: جزاك الله خير الجزاء على ما تقدمه من نصائح للمرضى، جعله الله في ميزان حسناتك، وجزى الله العالملين على موقع إسلام ويب خير الجزاء.

الدكتور العزيز: أنا مريض بالرهاب الاجتماعي، وقد حاولت العلاج عند بعض الأطباء، لكن لم يفلحوا، خصوصاً أنني في اليمن، والطب عندنا متدن، وبعد أن اطلعت على أغلب الاستشارات حول الرهاب الاجتماعي وجدت أن أكثر نصائحكم تنصح بتناول عقار الزيروكسات، فقررت أن آخذ الزيروكسات، أخذته ولكن لا أعلم ما هي الجرعة المناسبة بالنسبة لمريض الرهاب الاجتماعي في سن 19 سنة.

أفيدوني بالجرعة المناسبة -جزاكم الله خيراً- هل يمكن أن أتناول إلى جانب الزيروكسات دواءً آخر مثل فلوفوكسين؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أنت ذكرت أنك تعاني من الرهاب الاجتماعي، وتجد صعوبة في مواجهة الأخرين، قد تصاب بشيء من الحرج وتحاول أن تتجنب هذه المواقف، والرهاب الاجتماعي قد يمتد حتى يجد الإنسان صعوبة في أن يتناول وجبة من الطعام في مطعم أو مكان عام، وله عدة جزئيات.

أهم شيء هو ألا تستلم له، وأهم شيء أيضاً هو أن تواجه دائماً مصادر خوفك، لا تهرب منها، ولا تبتعد عنها، حاول أن تتمازج، حاول أن تكون فاعلاً، التقِ بإخوتك وأصدقائك، كن حريصا على الصلاة في الصفوف الأولى، مارس الرياضة الجماعية مثل كرة القدم مع الشباب، هذا كله -إن شاء الله تعالى- ييسر لك أمر التواصل الاجتماعي، ومن ثم تجد أن الخوف بدأ يتلاشى وينتهي -إن شاء الله تعالى-.

العلاج الدوائي جيد، وهنالك أدوية كثيرة تفيد منها الزيروكسات واللسترال والفلوكستين الذي ذكرته وهو البروزاك، وهناك عقار آخر يعرف باسم فنلافاكسين (Venlafaxine) هنالك السبرالكس، كلها جيدة، لكن الزيروكسات يعتبر من أفضلها، ويليه السيرتللين وهو الذي يعرف باسم زولفت.

الطريقة الصحيحة لتناول هذا الدواء هو أن يبدأ الإنسان بنصف حبة أو حبة، وأعتقد يمكن أن تبدأ بنصف حبة أي (10) مليجرام، حيث إن الحبة تحتوي على (20) مليجراما، تناول هذه الجرعة يومياً لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك اجعلها حبة كاملة، استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعل الجرعة حبتين، هذه الجرعة هي التي تفيدك في الرهاب الاجتماعي، وأقل من ذلك قد لا يكون العلاج مفيدا.

علما بأن هذا الدواء يمكن تناوله حتى بمعدل ثلاث إلى أربع حبات في اليوم، لكن لا أعتقد أنك محتاج لذلك، استمر على جرعة الحبتين كجرعة واحدة، ويمكنك أن تتناولها بمعدل حبة صباحا ومساء، ومدة العلاج على هذه الجرعة هي ثلاثة أشهر، بعد ذلك أنقص الجرعة إلى حبة واحدة يوميا لمدة أربعة أشهر أيضا، ثم خفض الدواء إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر.

هذا الدواء مفيد وسليم وفاعل وممتاز، وأنت لست بحاجة إلى إضافة دواء آخر مثل الفلوكستين؛ لأن الجرعة التي وصفناها لك كافية وجيدة إذا التزمت بها، ودائما أن يتناول الإنسان دواء واحدا وبجرعة صحيحة أفضل من الخلط بين الأدوية، وتكون جرعته ليست صحيحة أو متضاربة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.