السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بارك الله فيكم وزادكم من توفيقه، حقيقة كلما بحثت عن فتوى أو استشارة في عالم النت الفسيح أطمئن إذا كان الجواب من موقعكم، وذلك لما لمسته من العلم النافع والأسلوب المتقن والموافقة لتعاليم الإسلام، فشكراً لكم، لأن دوركم جد هام وضروري لنا.
لدي استشارة ولأول مرة يحصل لي شرف التواصل معكم، لدي شقيقة تكبرني، وتقريباً تربيت على يديها لأني كنت ألازمها طيلة فترة الطفولة والمراهقة، شخصيتها محبوبة اجتماعياً، وعادة أمام أي مشكل في البيت تطرح الأفكار والآراء، وتستطيع إقناع الجميع بها.
نجحت إلى حد كبير في تقييم ذاتها، ربما تجاوزت إلى مرحلة الغرور، لكنها قوية الشخصية، رغم أنها عانت من مشكل التأتأة منذ الصغر فتخلصت منها، كانت أكثرنا إقبالاً على موضوع الزواج والسعي له، وأكثر قدرة على التواصل اجتماعياً، ولما استجاب الله لها لاحظنا بعد قرابة الشهر من زواجها انتكاسة كبيرة فيها صحيا، ففقدت وزنها كثيراً، وأصيبت بحالة نفسية غريبة -بين الحين والآخر تصيبها دوخة وتشنج في الرقبة، مع رفع اليد واصفرار الوجه، ولم يعرف لها تشخيص.
بعد الإنجاب اكتشفت أنها تعاني من التهاب الغدة الدرقية، وهشاشة العظام، ونفسياً تضعضعت شخصيتها، وصارت تصرفاتها لا مبالية، وعنيفة حتى مع طفلتها التي لم تنجبها إلا بعد سنوات من الانتظار، والعلاج.
انصدمنا فيها، فبعد أن كانت تسعدنا في مجالساتنا للناس لحسن تواصلها صرنا نخشى اجتماعها بهم، لأنها لا تزن كلامها، ولا تهتم بمظهرها!
كانت أقربنا إلى أمي فبعدت عنها بسبب تصرفاتها القاسية معها، الآن هي في بيتنا، ورفضت العودة لبيتها ربما لأنها لا تحب تتحمل مسؤوليات الزواج من رعاية الزوج والبيت والأولاد، لأنها تعودت على الحياة السهلة دائماً، وربما المرض جعلها لا تستطيع ذلك، وربما الحسد أصابها، لا أدري أود لو تنصحوني كيف أستطيع مساعدتها؟ وهل يمكن للمرء أن يتغير هذا التغير الجذري بعد الزواج، وأمام المسؤوليات الحقيقية؟
وشكراً.