ابنة خالتي عمرها 27 سنة, عندما يتقدم شخص لخطبتها إما أن ترفض هي أو يرفض هو, وعندما تتقدم للعمل لا تجد, وكل الأبواب مغلقة أمامها, وقد ذهبت إلى شيخ لتعرف إن كان بها شيء, فقالوا لا يوجد بها شيء, ولكنهم قالوا يمكن أن يكون عمِل شخص ما لها عملاً, أو أن تكون محسودة, ونفسيتها دائمًا متعبة, فأريد أن أعرف ما الفتوى في هذه الحالة؟

وما تشخيصكم لها هل هي محسودة أم عمل لها عمل؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رقية حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات إسلام ويب، فأهلًا وسهلًا ومرحبًا بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائمًا في أي وقت, وعن أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، أن يصرف السوء عن ابنة خالتك, وأن يرد عنها كيد الكائدين, وحقد الحاقدين, وحسد الحاسدين, واعتداء المعتدين, وظلم الظالمين, وأن يمن عليها بكل خير, وأن يرزقها زوجًا صالحًا يكون عونًا لها على طاعته, ورضًا عاجلاً غير آجل, إنه جواد كريم.

أختي الكريمة الفاضلة: لو نظرنا إلى حقيقة الأمر وجدنا أن أعراض الحسد أقرب ما تكون من أعراض السحر؛ ولذلك فعلاج ابنة خالتك يكمن في الرقية الشرعية, وأنت تقولين: إنكم ذهبتم إلى شيخ لمعرفة ماذا كان بها عمل أم لا, وقال: إنه لا يوجد بها شيء، هذا ليس معناه أن كلام الشيخ هذا هو الحقيقة؛ لأن الشيخ هذا شأنه شأن أي طبيب، والطبيب من الممكن أن يقول لا يوجد هناك شيء رغم أن المريض قد يشتكي, ونذهب إلى طبيب آخر فيتبين الأمر على خلاف ذلك تمامًا، وهذا فتح من الله تعالى يفتح به على بعض عباده؛ وفي مثل هذه الحالة علينا أن نراجع أكثر من راقٍ ومعالج؛ حتى نصل إلى الحقيقة لأن كونها - كما ذكرت - كلما تقدم لها أحد يتم الرفض بطريقة عجيبة, كذلك كل أبواب العمل مغلقة أمامها, أيضًا دائمًا ما تكون نفسيتها غير مستقرة, وهذه كلها تدل على أنه هناك اعتداء من عالم الجن عليها، وهذا الاعتداء - كما هو معلوم - قد يكون نوعًا من المس, وقد يكون نوعًا من الحسد, وقد يكون نوعًا من السحر الذي يسمى بالأعمال, وهذه كلها علاجها - بفضل الله تعالى - سهل ميسور؛ لأنها تعالج بالرقية الشرعية, والحمد لله وبفضل الله تعالى يوجد في مصر ألف من المشايخ المتخصصين في الرقية الشرعية, ولكن المطلوب هو البحث عن أخ من الإخوة الثقات المشهود لهم بسلامة العقيدة, وصحة الطريقة, والمعروف عنهم الالتزام, والمحافظة على السنة والصلاة في الجماعة, وهم كثر لديكم في الجمعية الشرعية وفي جماعة أنصار السنة المحمدية وغير ذلك.

أنا أرى - بارك الله فيك - عدم الأخذ برأي هذا الشيخ وحده, وأنه من الممكن البحث عن شيخ آخر ثانٍ وثلاث ورابع حتى يتم شفاؤها من الحالة التي تعاني منها - بإذن الله تعالى - وحتى يمنَّ الله عز وجل عليها بالزواج والارتباط في أقرب فرصة, وكذلك أيضًا يمنّ عليها بالعمل الشرعي المشروع إذا كانت في حاجة إليه، وأسأل الله أن يصرف عنها كل سوء, ويعافيها من كل بلاء, وعليها حتى تذهب إلى الراقي الإكثار من الدعاء بالسلامة والعافية, كذلك المحافظة على الوضوء بصفة منتظمة, وكذلك المحافظة على الصلوات في أوقاتها, كما أنصحها بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء بصفة منتظمة يوميًا, خاصة قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ) ثلاث مرات صباحًا ومثلها مساءً ، وكذلك أيضا قوله: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات صباحًا ومثلها في المساء, وكذلك التهليلات المائة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)؛ فإن هذه من أهم العوامل التي تحافظ على الإنسان, وترد عنه كيد شياطين الجن والإنس, والله تبارك وتعالى أسأله أن يصرف عنك كل سوء, ويعافيها من كل بلاء, وأن يمتعها بالصحة والعافية, وأن يكرمها بزوج صالح عاجلاً غير آجل.

إنه جواد كريم, وبالله التوفيق والسداد.