الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بالرهاب بسبب ظروف اجتماعية.. فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر 26 عاما, مشكلتي تتلخص في الرهاب الاجتماعي, وذلك يرجع لصدمات وظروف قد مررت بها في حياتي, وقد أثرت علي في ذلك؛ حيث إني كنت إنسانة اجتماعية ومحبوبة جدا, لكن الآن لا أستطيع أن أقابل أشخاصا جددا وأتحدث معهم بطلاقة, يحمر وجهي, وترتعش يداي, ولا أستطيع النظر بأعينهم بشكل طبيعي, وأخاف من مواجهة البشر الجدد.

تولد لدي إحساس بعدم الثقة بالنفس أيضا, وأني عجزت أو كبرت, إحساس صعب, علما أني كنت مخطوبة وفسخت خطبتي, وخطوبتي غدا بإذن الله, وعندي حالة خوف وذعر من مواجهة الناس غدا.

بالله عليكم صفوا لي أي مهدئ حتى أستطيع أن أتعامل طبيعيا أو صفوا العلاج الذي أستطيع أن أمشي عليه حتى أتخلص من هذا المرض المزعج لأني غير راضية عن نفسي تماما.
علما أني ألجأ إلى الله, وأتضرع إليه طالبة الشفاء منه.

بالله عليكم أن تردوا علي في استشارتي اليوم لو أمكن.

وجزاكم الله خيرا كثيرا.

أختكم في الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
ونأسف أن الرد قد يصل متأخرا بعض الشيء, وأحسب وأتمنى أن الخطوبة قد انتهت بخير, وأسأل الله تعالى لك الزوج والزواج الصالح الطيب الذي يكون سببا في راحتك وسعادتك واستقرارك.

أيتها الفاضلة الكريمة: حالتك هي ليست خطيرة, بل هي بسيطة جدًا، قلق المخاوف موجود, والقلق له عدة أنواع, وله عدة أسباب, وله جزئيات, وقد يظهر في شكل رهاب أو في شكل وساوس, أو في شكل نوبات هرع وهكذا...

حالتك قياسا بالحالات الأخرى نعتبرها بسيطة، بالرغم مما تسببه لك من متاعب، وأنت -الحمد لله تعالى- انتقلت إلى مرحلة حياتية جديدة, ومن المفترض أن تكوني أكثر ثقة في نفسك, وتأكدي وتذكري دائما أنك لو لم تكوني أهلا للزواج لما تقدم لك هذا الزوج أبدا.

كفاءة الشخصية ومقدراتك واضحة جدا, فلا تقللي من قيمة ذاتك أبدا, والرهاب والخوف يجب أن تحقريه تحقيرا تاما, ويجب أن تديري وقتك بصورة صحيحة وجيدة وفعالة، هذا كله يفيدك كثيرا في تطوير مهاراتك الاجتماعية.

وعليك أن تتناولي أحد الأدوية البسيطة والمعروفة بفعاليته التامة في علاج القلق والتوترات، والدواء يعرف باسم مودبكس, وهو متوفر في مصر: زولفت (Zoloft ) وأيضا اسمه لسترال (Lustral) واسمه العلمي هو سيرترالين: (Sertraline).

الجرعة المطلوبة هي أن تبدئي بنصف حبة, أي (25) مليجراما, يتم تناولها ليلا لمدة عشرة أيام, وبعد ذلك تكون الجرعة حبة كاملة أي (50) مليجراما, يتم تناولها ليلا بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر, بعد ذلك خفضيها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر, ثم اجعليها نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر, ثم توقفي عن تناول الدواء, فهو دواء سليم فاعل, وليس له أي آثار وأضرار جانبية مخيفة.

بعض الناس يستعملون العقار المشهور باسم اندرال, وهذا الدواء يخفف من الشعور بالضربات القلب أو الرجفة, تناوله عند القدوم على مناسبة قد يكون مناسبا وقد يكون مفيدا, لكن أعتقد أن تناولك الزولفت مع أهمية التغير الفكري, وتحقير الخوف, وأن تشعري بقيمتك الذاتية؛ هذا أعتقد أنه كافي تماما.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً