الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن الشفاء من الإفرازات المهبلية؟ وهل هي خطرة؟

السؤال

السلام عليكم..

بداية: أشكركم على هذا الموقع المفيد.

ثانيًا: قد راسلتكم من قبل وأجبتموني, ولا أقصد الإزعاج في الحقيقة، لكن سؤالي حينها لم يكن مفصلًا؛ لذا أحببت أن أفصل مشكلتي, فقد يكون العلاج في هذه المرة غير الأول, وعذرًا للإطالة.

أعاني من إفرازات مستمرة: بيضاء, وصفراء, وشفافة, وأحيانًا تكون مثل الماء, وأحيانًا تكون مثل زلال البيض، وقد تكون سميكة ذات رائحة, أو بدون رائحة، وتلتصق بي مادة بيضاء لا تزول إلا بصعوبة مع الفرك, وقد لا تزول كليًا, ومشكلة الإفرازات كانت عندي حتى قبل البلوغ, وكانت في ذلك الوقت خضراء، حينها تشجعت وأخبرت أمي بذلك، وأخبرتني أن أنظف جيدًا، علمًا أن أمي طبيبة عامة, وهذه الإفرازات مزعجة جدًّا وتسبب لي الضيق دائمًا، حتى أني أجلس بطريقة معوجة حتى لا تتلوث ثيابي الخارجية، وأول مشكلة تقابلني في المناسبات وعند الذهاب للأقارب هي هذه الإفرازات، مللت منها وتعبت, فهي تسبب لي الإحراج، كما أن هذه الإفرازات تخف قليلًا بعد الدورة, ثم تصبح غزيرة, تم تخف, وقبيل الدورة تزداد قليلًا.

مشكلة أخرى، بعد الدورة أعاني من حكة مهبلية، تبقى ثلاثة أيام متقطعة, مع آلام أسفل البطن - لا أعلم ما اسم تلك المنطقة، ربما الرحم أو المهبل أو كليهما - كأنه وخز لا يدوم طويلًا بل بضعة ثوانٍ، لكن الألم أحيانًا يكون شديدًا.

مشكلتي الثالثة هي: ألم في الثدي الأيمن, مع وجود كتلة مؤلمة - خاصة عند اللمس أو الضغط - وهذا الألم يختلف حسب الدورة الشهرية, لكنه مستمر, ويشتد قبل الدورة, وهنا يكون الألم في كلا الثديين, لكن بشكل أكبر في الثدي الذي به الكتلة، وهذا منذ أن كان ثديي ينمو، واعتقدت أن الأمر عادي لأنه في تلك المرحلة يكون مؤلمًا عند اللمس، وأخبرت أمي وقالت: هو توهم، و لم أسألها بعد ذلك, وأسئلتي هي:
1- هل يمكن الشفاء من هذه الإفرازات نهائيًا, وأصبح فتاة طبيعية, حتى إن مر عليها زمن طويل بلا علاج؟ و هل توجد وصفات طبيعية منزلية سهلة مثل: البابونج؟
2- هل تعتبر هذه الإفرازات خطيرة سواء على المدى القريب أو البعيد؟
3- في حال زرت طبيبة ماذا ستفعل؟ وماذا ستسألني؟ علمًا أن هذا الأمر صعب عليّ جدًّا, فأنا شديدة الخجل, ولا أتخيل عرض مشكلتي على طبيبة.
4- هل الكتلة الموجودة في الثدي يمكن أن تكون ورمًا خبيثًا, ويمكن له البقاء في جسم الإنسان 9 أو 8 سنوات بدون أعراض أخرى؟
5- ماذا تكون الآلام أسفل البطن؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

نرد لك الشكر بمثله, ونسأل الله العلي القدير أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائمًا, ونرحب بتواصلك مع الشبكة الإسلامية.

الإفرازات التي تكون لها رائحة كريهة هي غالبًا التهابات سببها جرثومي, وعادة ما يشترك في إحداثها أكثر من نوع من الجراثيم, ويمكن علاجها بتناول حبوب تسمى كلينداميسين (CLINDAMYCIN) عيار 300 ملغ, حبة صباحًا وحبة مساء لمدة أسبوع، فإن خفت أو شفيت الحالة بعد هذا العلاج فلا داع لعمل أي شيء آخر، لكن إن استمرت ولم تختفِ فهنا يجب عمل زراعة لعينة من هذه الإفرازات لمعرفة نوع الجراثيم المسببة, ونوع المضاد الحيوي التي ستستجيب عليه.

أما الإفرازات البيضاء - خاصة تلك التي تكون بشكل قطع الجبن الأبيض - فإن سببها فطريات, ويمكن علاجها بتناول حبة واحدة فقط من دواء يسمى دفلوكان (DEFLUCAN) عيار 150 ملغ, ويمكنك استخدام كريم خارجي يسمى كيناكومب (KENACOMB)، يدهن ثلاث مرات على الفرج لمدة أسبوع.

لا أنصحك باستعمال أي علاجات أو وصفات غير مرخصة طبيًا؛ لأن مثل هذه الوصفات قد تغير في بيئة الفرج, وتضعف مناعة الجلد؛ فتزيد الالتهاب شدة, كما أنها قد تسبب الحساسية أو الأكزيما التخريشية, والتي قد تصبح مزمنة وصعبة العلاج.

ويجب دومًا علاج الالتهاب بالأدوية المرخصة طبيًا, وليس بغيرها, وإن كان لا بد من الغسولات فيجب الاكتفاء بالغسل بالماء والملح فقط, مع تجفيف الجلد جيدًا بعد ذلك, وأنصحك بالحرص دومًا على لبس ملابس داخلية قطنية 100% بلون أبيض.

الطبيبة ستسألك عن بعض المعلومات التي ستساعدها في الوصول إلى التشخيص الصحيح, مثل: متى ظهرت الإفرازات؟ وهل الدورة منتظمة؟ وهكذا، لكنها لن تسألك إن كنت تمارسين العادة السرية, كما أنها لن تتمكن من خلال الفحص فقط أن تعرف أو تميز هل كنت تمارسين العادة السرية أم لا؟ لذلك اطمئني - يا عزيزتي -, ولا تجعلي الخوف من هذه الأمور يمنعك عن مراجعة الطبيب.

بالنسبة للكتلة التي في الثدي: فالتوقع الغالب هو أنها كتلة سليمة, لكن لا يجوز وضع التشخيص النهائي بناء على الوصف فقط, فهذا ليس منهجًا صحيحًا في الممارسة الطبية, بل يجب تأكيد هذا التشخيص بناء على التصوير؛ لذلك يجب عليك عمل صورة تلفزيونية, وإن استدعى الأمر عمل صورة ظليلة, والورم الخبيث لا قاعدة له, فقد يظهر ويتطور خلال فترة قصيرة, أو قد يأخذ سنوات حتى يتطور.

أما بالنسبة للألم الذي يحدث عندك في البطن فهو غالبًا بسبب حدوث التبويض؛ لأن التبويض يؤدي إلى تمزق جراب البويضة, ويترافق مع خروج بعض السوائل من جراب البويضة إلى جوف البطن والحوض, وما دام هذا الألم يحدث بشكل دوري ولا يستمر, فهذا يعتبر أمرًا مطمئنًا, ولا يدل على وجود مشكلة - بإذن الله تعالى -.

بالنسبة لسؤالك عن صحة صلاتك ومعنى الحديث فراسلي موقع الفتوى.

نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائماً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً