السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية: أتوجه بالشكر الجزيل لكل من يعمل في هذا الموقع الرائع، وأسأل الله أن يجعل كل ما تقدمونه من مساعدة في ميزان حسناتكم.
أنا شاب بعمر 29 سنة، أمر بحالة نفسية سيئة للغاية منذ سنتين .. حيث إني تزوجت وطلقت خلال خمسة أشهر، ولم أوفق في الحصول على أي وظيفة بسبب الأوضاع الاقتصادية في بلدي، علمًا أني أحمل شهادة ماجستير مما أثر على نفسيتي أيما تأثير، وأصبح الإحساس بالفشل هو رفيقي الدائم .. بعدها حصلت على منحة لمواصلة دراستي في الخارج، مع أني أرغب في العمل كثيرًا، لكني فرحت واعتبرتها فرصة للهروب من الواقع السيء، والتحرر من الضغوط الاجتماعية، خاصة بعد الطلاق ولكي لا تمر الأيام دون أن أنجز شيئًا.
وصلت إلى بلد الدراسة واعتقدت خاطئًا أني قد رميت الماضي خلف ظهري، وبعد سنة اتضح لي أنني مجرد أسير مكبل بالماضي والمستقبل، حتى أنني لم أتقدم في دراستي قيد أنملة.
أصبحت قلقًا طوال اليوم، والدماغ لا يكاد يتوقف عن التفكير في كل الأوقات. أشعر أنني استهلكت نفسي من التفكير، ولم أعد أقوى على قراءة سطر واحد، ناهيك عن كتابة أي شيء، فبمجرد أن أمسك بالكتاب أرميه جانبًا، وأختلق الأعذار لألتهي حتى ينقضي الوقت، وأعود لتأنيب وجلد ذاتي وهكذا...
لا أستطيع النوم في غالب الأيام من شدة التفكير، حتى إن جسمي يكون متعبًا جدًا، والنوم كالجبال، وعينياي محمرتان وتدمعان من شدة التعب، لكن لا مجال لإيقاف الدماغ عن التفكير بأقصى طاقته.
أصبحت مشلولًا تمامًا عن الإنجاز والتقدم بسبب هذا القلق والتوتر القاتل، وأصبحت أكذب على أهلي وأطمئنهم بشأن دراستي بأن كل شيء على ما يرام في حين أنني لم أنجز شيئًا - بكل ما للكلمة من معنى - وأصبحت مهددًا بفقدان المنحة بسبب النتائج السيئة.
يزداد همي وقلقي واكتئابي عند اتصال أبي أو أمي للاطمئنان، لأني أكذب عليهم، وأتذكر حالتي المزرية، وأتمنى أني لا أجيب على أي اتصال.
مؤخرًا بدأت الضغوط من طرف عائلتي للزواج، بسبب الضغوط الاجتماعية، مع أنني لست مستعدًا إطلاقًا، لكنني أجاريهم في الكلام مما زاد من قلقي وتوتري وكرهي للدراسة.
نقطة أخيرة هي: أنني لدي العديد من الأصدقاء هنا، وأحاول جاهدًا أن لا أجلس لوحدي كثيرًا، لأنني أعلم أن حالتي ستتفاقم بالوحدة، فأقضي معظم الوقت مع زملائي.
دكتورنا العزيز: محمد، لجأت للإنترنت للوصول لأي حل عوضًا عن الانتظار الذي اتبعته لمدة سنة، خوفًا من أن أصل إلى نقطة لا أستطيع معها التحمل، واطلعت على العديد من الاستشارات التي تكرمت بالرد عليها، وقلت أنه لا بد من أن يكون هناك علاج لأستعيد حياتي، علمًا أني كنت من المتفوقين، لكن الحياة تلعب لعبتها؟
ملحوظة: قرأت عن مفعول دواء (الزيروكسات) و (الزولفت)، ولكن الأعراض الجانبية تخيفني جدًا، خاصة فيما يخص تأثيرها على الأداء الجنسي.
أشكرك على سعة صدرك، وأرجو أن تعذرني على الإطالة، فهي أول مرة لي أتكلم في هذا الموضوع.