السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أولا: أتقدم بالشكر لكل الأساتذة الكرام، ولكل من هو مسؤول عن هذا الموقع الجيد.
أنا طالبة جامعية لطالما كنت متميزة في دراستي، أقصد الابتدائي والمتوسط والثانوي، لكن مشكلتي هي أني كنت أدرس على يد أمي، فكانت هي من توجهني، بل وتأمرني في الكثير من الأوقات، يعني أعيش فقط بتسيير من والدتي الكريمة، ولم أفرح يوما بأي شهادة أخذتها، ببساطة هي من اختارت شعبة العلوم عني، هي من اختارت الفرع الذي أدرسه الآن، هي من كانت تقرر عني في كل شيء، وأنا فقط أنفذ ما تقول.
لكن الحال تغير الآن، فأنا أصبحت في الجامعة، والحياة في هذه المرحلة تكون مستقلة بعض الشيء، وهو الأمر الذي أتعبني، فأنا أصبحت أعاني مشاكل يومية، في البدء كنت أتشارك مع والدي في حلها، لكنه منذ فترة تعب مني.
وأعاني من مشكلة أخرى وهي أني لم أعد أعرف التصرف في أبسط الأمور، لا أعرف كيف أتخذ قرارات، بل أحس بأنه لا شخصية لدي، دراستي تذبذبت، فوالدتي قالت لي أنت الآن فتاة كبيرة، عليك تسيير حياتك بنفسك.
سألتها كيف أسير حياتي بنفسي، وأنت من اختارت لي الطريق، وتركتني في منتصفه، فأنا أحب اللغات جداً، لكنها لم تحترم ميولي، والمهم أني أعاني يومياً وأشكو لنفسي يومياً حتى تعبت، والبارحة حدثني والدي فقلت له في وجهه: لا تسأل عني أبداً بما أنك لا تريد الاستماع لي، فكل ما يقوله إذا شكوت له: إذا لم تعجبك دراستك توقفي، أو غيريها، لكن كيف أغير وأنا مضيت في دراستي عامين كاملين.
أنا أبحث عن من أشكو له، ومن يعينني بنصائح عملية، أو حتى بتوجيهات مباشرة في حياتي اليومية، لكني لم ولن أجد، لذا أريد أن أتعلم كيف أعيش الحياة، كيف أتأقلم مع الناس، كيف أعرف السيئ من الجيد، والله لقد تعبت، فأنا وجدت نفسي وحيدة، وخصوصاً في الوسط الجامعي، حتى صديقاتي المفضلات لدي سجلن في شعب مختلفة.
أريد النصح، فقد أصبحت أكره كل شيء، أصبحت عصبية، أصبحت دائمة البكاء، أنا لا أريد تبرير المواقف، لكني لاحظت أن معظم الطالبات اللواتي حافظن على تفوقهن كان ذلك بسبب الدعم النفسي لهن، سواء من طرف الأولياء أو الأصدقاء والصديقات.
مع علمي واقتناعي بأنه لا توجد علاقة بين الشباب والفتيات إلا أني أيضاً لاحظت أن الشباب في زمننا الحالي -والزملاء بالتحديد- قد يكونون مخلصين لزميلاتهم أكثر من الفتيات أنفسهن؛ لذا هذا ما أخافني أكثر، يعني أنا لا أتعامل معهم لكني أخشى إن تأكدت بأنهم قد يكونون مخلصين على الأقل في المجال الدراسي؛ أخشى أن أتعامل معهم, فوالله الجامعة هي مقر للفساد ليس إلا، لم أر شيئاً يصلح فيها، مع العلم أني مؤخراً لم أستطع المحافظة على صديقة فقط بسبب تعاملي الحاد والشديد جداً؛ فأنا صارمة ورسمية لأقصى درجة، وحتى أن الكثير من الناس يصفونني بالتكبر والتعجرف، وبالطبع الحاد، لكن المهم أريد منكم مساعدتي وإرشادي، فأنا أصبحت عصبية جداً ولا أتحكم في نفسي.
أريد أن أعلم أمراً, وهو أني مؤخراً طلبت من والدي أن لا يحدثانني، فأنا أخبرتهما بأني لا أطيق حتى نفسي، لكن هذا كله فقط -والله- كي لا يغضبا علي، وكي لا أخطئ في حقهما؛ لأني أصبحت دوماً ألوم أمي في نفسي؛ لأنها لم تعمل على تكويني شخصياً، بل كنت نتيجة لمسار رسمته هي، وتبعته أنا لكنها لم تكمل معي، تخلت عني في أكثر اللحظات التي أنا في حاجة إليها.
نقطة أخرى وهي: هل أعتذر من أي شخص حتى وإن كنت لا أعرفه؟ مثلاً شاب، هل أعتذر منه لأني أخطأت في حقه؟ وإن لم يكن هنالك أي داع فلا مشكلة.
المهم لدي أني أريد معرفة التكيف مع الحياة، كيف أواجه الصعوبات والفشل الدراسي، ليس فشلاً مطلقاً لكنه تدنٍ في المستوى التحصيلي والتعليمي، فأنا لم أتعود على مثل هذا المستوى، فما رأيك بحالتي؟
إن لزم الأمر سأقوم بكتابة مشاكلي اليومية لكم، والتي ربما تكون فقط عراقيل، وأنا من أضخمها لأني أعيشها لوحدي.
وجزاكم الله ألف خير.