السلام عليكم
جزاكم الله خيراً.

ابني البالغ من العمر ٨ سنوات يعاني من زيادة الوزن، فوزنه ( ) كغ، ولا أعرف كيف أساعده، مع أنه لدي اطلاع عن نوعية الأطعمة التي تزيد الوزن، وأعرف أنه يجب أن يمارس الرياضة، ولكنه حساس جدا عندما يريد أن يأكل أي شيء، فإن قلت له هذا يكفي؛ بعد قليل سأعطيك منه، فورا يبكي، ويقول لي: أنتم لا تحبونني، فقط تحبون أختي، وتنفذون جميع رغباتها، أما أنا فلا، مع العلم أنه جيد في دروسه، ويقيم الصلاة، ويقرأ القرآن، ولكنه يغار جدا، فهو لا يستوعب أن يكون له أخ أو أخت أصغر منه، ويغار من أخته بشدة، لماذا أختي عملت؟ أو لماذا أكلت؟ وهذا مما أثار قلقي!

كما أنني أصبحت ألاحظ تشققات حمراء اللون عنده على الفخذين من الناحية الإنسية، وقد عملت له مجموعة تحاليل طلبتها طبيبة الغدد كي نطمئن على سلامة عمل الغدد منذ أن كان عمره سنة ونصف، وكلها كانت سليمة - والحمد لله - وأنا الآن في حيرة من أمري، ماذا أفعل وخاصة من الناحية النفسية؟

ولكم جزيل الشكر.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبادة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على التواصل معنا مجددا.
زيادة الوزن عند الأطفال أصبحت أزمة كبيرة في كثير من المجتمعات، وخاصة مع انتشار الأطعمة السريعة، ومن الواضح كونك طبيبة أسنان أنك على معرفة جيدة بالأمور العامة المتعلقة بالتغذية والوزن ونمط الحياة الصحي.

وبشكل عام: أنا لا أنصح بمواجهة الطفل، وخاصة وقت تناول الطعام؛ حيث أنه في الحقيقة يكون تركيزه على الطعام وليس على أي أمر آخر، وأي مواجهة ستفيد عندما يكون في حالة مريحة، وبعيدا عن وجبات الطعام.

ومن النصائح المفيدة أيضا: عدم تحويل وقت وجبات الطعام إلى وقت صراع، ومواجهة، وتنازع، على كم نأكل؟ وماذا نأكل؟ فهل تعتقدين أن طفلك مسرور من هذا الحال؟ ومن وزنه هذا؟ بالطبع لا.

إن هذا الطفل أهم ما يحتاج إليه الآن هو زيادة ثقته بنفسه، فضعف الثقة بالنفس واضح من غيرته من أخته، وأنا متأكد أن وزنها طبيعي، وجسمها رشيق! وربما هو يأكل أكثر من حاجته بسبب ضعف الثقة هذه، فهو يعوّض عنها بالسيطرة على طعامه، ومن دون تقوية ثقته بنفسه فلن تستطيعي إقناعه بالقيام بأي نشاط رياضي، أو أي تغيير في نمط حياته.

أما كيف ترفعين ثقته في نفسه؟

فحاولي خلال الأسابيع القليلة القادمة الابتعاد ما أمكن عن موضوع الطعام والوزن، وتصرفي وكأنه لا توجد هناك مشكلة ما، ولا بأس أن تنبّهي بقية أفراد الأسرة لهذا الأمر، وفي نفس الوقت حاولي الانتباه للأمور والأعمال الإيجابية التي يقوم بها هذا الطفل، ومهما كانت هذه الأعمال صغيرة، وفي ذات الوقت غض الطرف عن الأمور السلبية، إلا إن كانت تشكل خطرا عليه أو على غيره، وستلاحظين أن غيرته من أخته ستقلّ إن لم تختفي، ويمكنك من بعدها الحديث معه، والاتفاق على إعادة النظر في نمط حياته، وطبيعة الأكل الذي يأكله.

وبالنسبة للتشققات على الجانب الإنسي من الفخذين: فهو أمر منتشر بسبب زيادة الوزن، وتراكم الدهون تحت الجلد، وهي تزول وتختفي مع نقص الوزن.

وفقك الله، وحمى أطفالك من كل سوء.