الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني بعد رجوعي للعمل بعد الولادة من النعاس أثناء القيادة

السؤال

السلام عليكم

وشكراً على خدماتكم عبر هذا الموقع.

عملي النهاري طويل، 8 ساعات، والمسافة من البيت للعمل 35 دقيقة بالسيارة، أعاني بشدة بعد رجوعي للعمل بعد الولادة من النعاس أثناء القيادة، طفلي هو مولودي الأول وعمره 8 أشهر الآن، ينام الساعة 9.30 من الليل حتى 8 صباحاً، لكنه يصحو كثيراً أثناء نومه، سبع مرات تقريباً ليست للحليب كلها، بل أحياناً يتقلب أو يريد المصاصة (لهاية) أو للبكاء، ويشرب 60 مل تقريباً من الحليب، إلا في حالات قليلة يشرب 90 مل، وزنه سبعة ونصف كلغ، هل تقطع نومه طبيعي؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الإرهاق الشديد بسبب ساعات العمل المتواصلة، وبسبب الأنيميا التي غالباً ما تكون موجودة بعد الولادة، وبسبب قلة النوم ليلاً، وعدم أخذ قسط كاف من النوم، هو الذي يؤدي إلى هذه الحالة من النعاس والإرهاق الشديد.

وأنصحك أولاً بعمل تحليل صورة دم كامل، وأخذ الفيتامينات والأملاح المعدنية اللازمة، وهي بالمناسبة موجودة في الصيدليات ولا تحتاج لوصفة طبية، وكل كبسولة بها الكثير من الفيتامينات المطلوبة، وهناك الكثير من الأسماء التجارية منها الغالي ومنها الأقل سعراً، لكن ربما يكون الطعم قابضاً لحد ما، فلك اختيار النوع المناسب بالإضافة إلى التغذية الجيدة.

والتعاون في البيت ضروري جداً لمتابعة الطفل، فالطفل الجديد ليس ابنك وحدك لكن ابن العائلة كلها، ويجب على الجميع المساعدة في تربيته، لأنك تحتاجين إلى ساعة من القيلولة والراحة بعد العودة من العمل، بعيداً عن صراخ وبكاء الرضيع، وفي هذه الساعة يجب على أحد أفراد الأسرة القيام بذلك، خصوصاً وأنت تعملين لساعات طويلة، ثم السفر في رحلة العودة إلى البيت، لأن ساعة القيلولة سوف تنعكس على حالتك الصحية والنفسية طوال اليوم، يقول الحق تبارك وتعالى في كتابه الحكيم: {وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ}[الروم: 23] وفي الحديث الشريف قال -صلى الله عليه وسلم-: (قيلوا فإن الشيطان لا يقيل).

وفي المساء يجب تعويد الطفل على النوم ليلاً، أولاً عن طريق منعه من النوم نهاراً قدر الإمكان، ثانياً بعد إرضاعه رضاعة مشبعة في العاشرة مساء، لا يجب إعطاؤه حليباً كلما بكى ليلاً، لأن بكاءه ليس بسبب الجوع لكن لأسباب كثيرة ،منها: الغازات والمغص، والتبول أو التبرز، والرغبة في الاحتواء، ولذلك قبل إعطائه مزيداً من الحليب يجب التأكد من الأشياء السابقة، والعمل على تغيير الحفاظ، ومساعدته على التجشؤ قبل النوم، والتأكد من الملابس من حيث البرد، ومن حيث كثرتها عليه أثناء النوم، ولا مانع من تبادل الأدوار ليلاً حتى لو نام الأب مع الطفل عدة ساعات في غرفة منفصلة، لتتمكني من النوم ليلاً لمواصلة العمل بعد ذلك.

ووزن الطفل في هذه السن طبيعي، ومع مرور الوقت سوف ينتظم نومه خصوصاً لو تم منعه من النوم الكثير نهاراً، ولأن كثرة الحليب ليلاً تزيد من إدرار البول، وبالتالي الاستيقاظ بسبب البلل، وبالتالي تنظيم الرضعات ليلاً يساعد الطفل على النوم المستقر، وعدم البكاء ليلاً، فقط مزيد من الصبر على البكاء لعدة أيام، حتى يتيقن الطفل أن بكاءه لن يجلب له مزيداً من الحليب.

حفظك الله وعائلتك من كل مكروه وسوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً