الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الأفضل استئصال الأورام الليفية في الرحم فوراً أم الانتظار؟

السؤال

السلام عليكم

عند ولادتي الأولى تفاجأت الدكتورة بوجود ورم ليفي طوله 10 سم، حصل بعد الولادة نزيف ليس غزيراً، وتوفيت المولودة بعد 6 ساعات من الولادة العادية، طبيب الأطفال علل سبب الوفاة بمشكلة في القلب، وعند الولادة كان لديها مشكلة في التنفس، بعدها بشهرين حملت مجدداً مع الورم الليفي، وأنجبت طبيعياً ولداً عمره الآن 7 أشهر.

السؤال: الآن لدي ورمين بدل الورم الواحد، طبيبي أخبرني أنه لا بد من استئصاله، علماً أن حجمه كان 4 سم، وكنت بصدد استئصاله، لكن استشرت طبيباً آخر ونصحني بعدم استئصاله، قال: إذا كنت ستفكرين في الإنجاب، أنجبي عدد الأطفال المرغوب فيهم، وبعدها استأصليه، إذا استأصلته حالياً يمكن أن لا تنجبي مرة أخرى، خصوصاً أنه الآن لا يسبب لك أية ألم أو ما شابه. ونصحني بالابتعاد عن أقراص منع الحمل لأنها تعمل على تضخيمه، المرجو إفادتي، هل أستأصله أم لا؟

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عزيزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل -يا عزيزتي-، إن الطريقة المفضلة في التعامل مع من كانت في مثل ظروفك الآن، هي الطريقة المحافظة، وهذا معناه عدم اللجوء إلى العملية الجراحية لاستئصال الأورام الليفية، والسبب هو أن هذه الأورام لم تؤثر على وظيفة المبيض والرحم لغاية الآن، فالحمل عندك يحدث بشكل طبيعي وعفوي وبدون منشطات، وكذلك الولادة، فهي تحدث بشكل طبيعي وبدون اختلاطات -والحمد لله-، وهذه ميزات كبيرة يجب الاستفادة منها.

ولذلك فإنني أضم صوتي إلى صوت الطبيب الثاني، الذي نصحك بعدم اللجوء إلى الجراحة في الوقت الحالي، والعمل على إكمال عائلتك، وإنجاب ما كتبه الله عز وجل لك من الأطفال أولاً، خاصة وأنك في عمر ماتزال فيه الخصوبة عالية -إن شاء الله-، لكن إن حدث تأخير في حدوث الحمل لأكثر من سنتين، أو إن تكرر حدوث الإجهاض، أو إن حدث حمل لكن ترافق مع مشاكل أو اختلاطات بسبب الورم الليفي، أو حدث أي أمر طارئ وتأكد بأن للورم الليفي دور فيه، مثل: الألم، غزارة الدورة، انضغاط الحالب والمثانة، أو غير ذلك، فهنا يجب عدم الانتظار، بل يجب اللجوء إلى استئصال هذه الأورام بأسرع وقت.

إن بقيت هذه الأورام غير عرضية، ولم تمنع الحمل والولادة، ولم تؤثر على الدورة الشهرية، فيمكن تركها كما هي، ومراقبتها كل ستة أشهر بالتصوير التلفزيوني، مع الانتباه إلى أنها قد تكبر في الحجم خلال الحمل، لكنها ستعود الى حجمها السابق بعد الولادة -إن شاء الله-، ويجب عدم استخدام موانع الحمل التي تحتوي على هرمون الإستروجين، لأن هذا الهرمون قد يسبب زيادة في حجم الورم كما يحدث في الحمل.

باختصار أرى بأن طبيبك الثاني على درجة من الخبرة، والمهنية في التعامل مع مثل حالتك، وأنصحك بالمتابعة معه.

نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائماً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً