السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سمعت عن فوائد حبة البركة، ولكن أريد معرفة هدي النبي –صلى الله عليه وسلم- في تناول حبة البركة، وأوقات تناولها ومقدار المتناول.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mido حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يثبتك على الحق، وأن يرزقك محبة النبي –صلى الله عليه وسلم– ومحبة هديه الكريم المبارك، وأن يعينك على فعل ما يُرضيه جل جلاله، وأن يثبتك، وأن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد في رسالتك –أخي الكريم الفاضل– في ما يتعلق بفوائد حبة البركة والحبة السوداء: فلم أعلم ولم أقف على شيء في السنة أكثر من مدح النبي –صلى الله عليه وسلم– لها؛ خاصة عندما قال بأنها: (شفاء من كل داء).

أما عن الطريقة والآلية والمقادير وغير ذلك، فلم أقرأ شيئًا في السنة يتعرض لهذه المسألة بالتفصيل الذي تريد، ولكن العلماء هم الذين بيّنوا ذلك خاصة الذين لهم علاقة بالطب، بيَّنوا المقادير وبيّنوا متى تستعمل؟ وكيف تستعمل؟ ولذا أنصحك بالرجوع إلى كتاب (زاد المعاد) المجلد الرابع الذي يعرف بـ(الطب النبوي) تكلم فيه الشيخ –عليه رحمة الله تعالى– كثيرًا عن هذه المسألة في (باب الحاء) (الحبة السوداء) تكلم في بيان استعمالاتها، ومتى يستعمل زيتها؟ ومتى تستعمل مشوية، ومتى تستعمل مقلية، ومتى تستعمل نيئة؟ ومتى تستعمل كمراهم خارجية، ومتى تستعمل كأشياء داخلية؟ كل ذلك بيَّنه الشيخ ابن القيم –عليه رحمة الله تعالى– في الطب النبوي.

وقد تجد أيضًا غير ذلك في الكتب المعاصرة التي تُعرف الآن بكتب (الطب البديل) أو التداوي بالأعشاب، هذه موجودة تجد فيها إن شاء الله تعالى هذا الأمر مبسوطًا، ولكن هذا كله ناتج عن خبرة وتجارب، ولكن ليس عن نصوص معينة تُثبت المقادير والنوعيات والأوقات وغير ذلك.

فأنا –حقيقة- لم أقرأ شيئًا في هذا الموضوع، وأيضًا حاولت أن أبحث عن هذه المسألة بعد استشارتك فلم أجد شيئًا أستطيع أن أنقله إليك، كل ما في الأمر أنها عبارة عن تجارب عن المعالجين يثبتون من خلالها المقادير والأوقات والآلية والطريقة، فهذا الذي تستطيع أن تعتمد عليه في تعاملك مع الحبة السوداء أو حبة البركة، أما الوارد في شأنها فهو أنها (شفاء من كل داء إلا السام –أي الموت-) وهذا ثابت وصحيح، وهذا الحديث وغيره صححه علماء السنة، وهو بإذن الله تعالى كذلك.

أسأل الله تعالى أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك لطاعته ورضاه، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.