الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من شعور الخجل المزمن؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أعاني من شدة الخجل، وشدة الخوف من كل شيء حولي، مما جعلني أفقد لذة الحياة، لا أطيق التجمعات، وليس لدي صديقات، وأخشى الأماكن المغلقة، وصحبة الغرباء.

مع مرور السنوات، قل ذلك بسبب ظروف الدراسة والعمل، والانخراط في الحياة العامة، لكنني ما زلت أجد صعوبة في التأقلم مع الناس ومواجهتهم، وإذا اضطررت للحديث أمام جماعة من الناس -بحكم عملي- تتسارع دقات قلبي، وترتعش يداي، وأتلعثم في الكلام.

سمعت عن دواء (زيروكسات) فهل هو مناسب لي؟ وهل له أية أضرار نفسية؟ وما هي الجرعة المناسبة لي؟ مع العلم أني بحاجة للتركيز صباحا في عملي، إضافة أني أعاني من صداع وأخشى أن يزداد بسبب هذا الدواء.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ dalaaal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هنالك ثلاثة أشياء: هنالك المخاوف والتي يمكن أن تأخذ صورًا مختلفة، ومنها الخوف الاجتماعي – أي الخوف عند المواجهات الاجتماعية – وهنالك الخجل الطبيعي، وهنالك الحياء.

هذه الثلاثة قد تتداخل، ولا شك أن الحياء شيء عظيم، والحياء خير كله، والخجل يمكن تلافيه والتخلص منه من خلال الإصرار على التواصل الاجتماعي والفعالية، وأن تبدئي بأسرتك، أي أن يكون لك حضور ودور بارز في الأسرة، هذا يدفع الخجل بعيدًا.

قطعًا ما دمت قد تخطيت مراحلك الدراسية والآن أنت - والحمد لله تعالى – في مجال العمل، فنعتبر الذي لديك حياء أكثر من كونه خجلاً حقيقيًا، وفي ذات الوقت قد يكون عندك نوع من المخاوف البسيطة (الخوف من الأماكن المنغلقة، الخوف عند المواجهات) وهذا نسميه بالقلق الأداء، يعني متوجسة بعض الشيء حين تقابلين أشخاصا، أو تتحدثين أمام جماعة، وتودين أن يكون أدائك على أفضل ما يكون، وهذا يجعلك عرضة لتسارع في ضربات القلب، وربما شعور بالارتجاف، أو التلعثم في الكلام.

أيتها الفاضلة الكريمة: أريدك أن تعرفي أن حالتك بسيطة جداً، وعليك بتجاهل هذه الأعراض، وأؤكد لك أن الشعور بالرجفة، والتلعثم، وحتى تسارع ضربات القلب، هو شعور مبالغ فيه، وهو ناتج من تغير فسيولوجي وليس أكثر من ذلك.

تناول الزيروكسات لا بأس به، وأنا أعتقد أنك تحتاجين له بجرعة صغيرة جدًّا، لا أتوقع أي آثار جانبية سلبية، والصداع قد يحدث في الأسبوع الأول، ويكون بسيطًا، ثم ينتهي، والجرعة هي عشرة مليجرام - أي نصف حبة - تتناولينها يوميًا لمدة شهر، وبعد ذلك اجعليها حبة كاملة لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً