الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف والخجل ومعاناتي معهما

السؤال

السلام عليكم.

موقع أكثر من رائع، وإجابات مفيدة جداً.

أعاني من الخجل والخوف منذ مدة طويلة، فأنا أحب الانعزال عن الناس، لا أتكلم إلاّ مع عائلتي وبعض الأصدقاء، وأخاف وأقلق من أتفه الأشياء وأبسطها، ويبدأ قلبي بالخفقان بسرعة، ويداي ترتجفان، وأحس أنه سيغمى عليّ! وهذا سبّب لي تراجعا في نتائجي، فأنا لم أعد قادرا على التركيز مع الأستاذ، وأبقى أفكر في أشياء تافهة مثل: كيف سأعود إلى المنزل؟ وهل سأتعرض لأذى؟ حيث أصبحت لا أخرج من المنزل بتاتا.

حاولت العديد من المرات التغلب على هذا الخوف، لكن هناك شيء أقوى مني، بعض الأصدقاء يناديني بالجبان، والبعض بالخجول، فأنا أتفادى لعب كرة القدم معهم رغم أني أتقن هذه اللعبة جيداً، فهل هناك علاج لهذه الاضطرابات؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خليل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونشكرك على الإشادة بالموقع.

تشخيص المشكلة والشعور بها هو أول مفتاح لحلها، فما دمت أنك تطلب الحل، فهذا أيضاً يعني أنك تريد التغيير، وهذا مفتاح ثان للحل، وبما أنك حاولت عددا من المرات التغلب على المشكلة فإنك أمتلكت المفتاح الثالث للحل، إذن بقي علينا تشجيعك ومساعدتك على الاستمرار في هذا الدافع وهذه المحاولات حتى ينكسر الحاجز النفسي، وبعدها -إن شاء الله- يحدث التغيير المنشود، قد تكون التنشئة الاجتماعية التي تعرضت لها سببا من أسباب المشكلة، فعدم مواجهة الآخرين ونقصان الخبرة في التعامل معهم يجعل الفرد مصيدة للخوف والخجل، ويصبح الانطواء والانعزال الملاذ الآمن بالنسبة له.

والأمر يتطلب المواجهة التدريجية، لذلك نقول لك صمم لك برنامجا وسميه برنامج التحدي، وحدد له نقطة البداية، وليكن يوماً معيناً له وقع خاص على نفسك -وأقترح عليك يوم عيد الأضحى المقبل- لأنه أقرب مناسبة دينية، وفيه تتاح فرصة التواصل مع الآخرين.

تحديد هذا اليوم يهيء العقل بأن هناك تغييرا سيحدث، وبالتالي تزيد الدافعية، وليكن محتوى البرنامج هو القيام بنشاطات اجتماعية تجمعك بالغرباء وأولها صلاة الجماعة في المسجد، وزيارة الأهل والأصدقاء، وزيارة المرضى، والذهاب لمشاهدة تمرين كرة القدم، ثم المشاركة في التمرين في المرات القادمة.... ألخ من النشاطات الاجتماعية، وقم بمكافأة نفسك في كل مرة تؤدي فيها النشاط خلال اليوم أو الأسبوع بإعطائها نجمة أو علامة إنجاز، وحاول زيادة هذه العلامات أو النجوم في الأيام أو الأسابيع التالية، وقم برسم ما أنجزته بيانياً، وضعه في لوحة تستطيع رؤيتها كل يوم لكي تكون بمثابة الوقود الذي يدفعك للمواصلة.

اقترحت لك هذا الحل لأنني واثق -إن شاء الله- بأنك تملك المفاتيح، فقط قم باستخدامها، ونوصيك بعدم التقليل من قدراتك، وحاول تعداد ما تمتلكه من إيجابيات، وتذكر أن للآخرين نواقص وسلبيات، وتذكر دائماً أن القوي هو الله، وهو المعطي القوة والمنعة، فاعزم وتوكل عليه فإنه لا يخذلك إن شاء الله.

نسأل الله لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً