الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بتساقط الشعر بعد أن كان شعري كثيفاً وطويلا!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب دخلت في الـ 19 سنة, منذ سنتين بدأت عندي حالة تساقط الشعر, مع أني لم أكن أعاني من أي مشاكل, وشعري كان كثيفا وطويلا نسبيا, ثم بدأ التساقط، وظهور القشرة.

استعملت شامبوات طبية للقشرة فذهبت مني, ولكن التساقط لم يقف, تساقط علي بشكل كبير, حتى بعد أن قصرته بقي يتساقط.

ذهبت لدكتورين هنا, لكنهما لا يفكران بالأسباب أبدا, ولا يوجد اهتمام أبدا بموضوع الشعر هنا, يعني لم أجد الحل عندهما, والاثنان يقولان (لا يوجد فيك شيء) وفي الفحص ظهر الزنك والحديد والأساسيات جيدة.

منذ 10 أشهر تقريبا قصصت شعري بشكل كامل، والناس يقولون الصلع مفيد للشعر, بعدها الشعر نما بكثافة مثل ما كان قبل, لكن بعد شهر من بدء نموه بطول 1.5 سم بدأ يتساقط مرة ثانية من الأماكن الأمامية بشكل خاص, ويزيد التساقط مع مرور الوقت.

أعدت القصة مرة ومرتين, ودائما يحصل نفس الموضوع, في الجهة الأمامية خاصة, تساقط بكثرة.

الأعراض التي أقدر أن أصفها لك هي: ألم بجذور الشعر, خاصة من الأمام, وتقريبا في الأمام فقط (مثل ألم ما بعد شد الشعر لفترة) مع أني لا ألمسه أبدا, وشعري دهني بشكل غريب, وأنا لا أستعمل أي شيء غير الشامبو عندما أغسله، كما أني أعاني من حكة, ويوجد قليل من القشرة, ولا يوجد احمرار أو تقشر, أو أي شيء.

من العلاجات التي جربتها (الكونازول) ولم ينفع, وأكثر وقت يقل فيه التساقط هو بعد غسله, لكنه وقت الغسل يتساقط بكثرة, وكلما تأخرت عن غسله يومين أو أكثر بعد الغسل الأول يزيد التساقط بزيادة التأخر.

والدتي مصرة، وتقول لي إن ذلك عين؛ لأنها تقول إنه كان كثيفا وطويلا, وفجأة بدأ يتساقط بشكل يخيف, فهل من طريقة يعرف فيها الشخص أنه أصيب بعين؟

احترت -يا دكتور- ولا أعرف ما الذي حصل لي بالضبط, وموضوع رجوع الشعر بالنسبة لي بسيط، فهو يرجع بمجرد حلقه, لكنه يرجع لي التساقط مثل ما شرحت لك, وتقريبا الجهة الأمامية أكثر شيء يكون فيها التساقط، وباقي فروة الرأس جيدة.

أعدت قصه نهائيا 3 مرات, وتعود معي نفس الحالة, لكن أكثر شيء يحيرني هو موضوع الألم في جذور الشعر, مع أني لا ألمسه نهائيا, عدا وقت غسله.

أعتذر على الإطالة, وقد حاولت أن أشرح لك وضعي قدر الإمكان.

أرجو منك المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أكرم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبالنسبة لمشكلة تساقط الشعر من المعروف -أخي الكريم- أن الشعر الموجود في فروة الرأس يكون في ثلاث مراحل:

مرحلة النمو الـ Anagen, ومرحلة الكمون Catagen, ومرحلة السقوط Telogen, وحوالي 90% من الشعر الموجود بفروة الرأس يكون في مرحلة النمو, ولذلك لا نشعر بحدوث تساقط بصورة ملحوظة بشكل يومي, ولكن عند حدوث أي مشاكل صحية تؤثر على نمو بويصلات الشعر بشكل مثالي؛ فإنها تدخل مبكرا في مرحلة الكمون والتساقط, وتستغرق الفترة من الدخول المبكر إلى مرحلة الكمون حتى حدوث التساقط حوالي 4 أشهر, ولذلك إذا حدثت مشكلات صحية حادة مثل اتباع حمية غذائية قاسية, أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة (الحمى) أو عدوى جرثومية شديدة، عمليات الجراحية، ولادة؛ فإن التساقط يكون ملحوظا بعد حوالي أربعة أشهر من الحدث الذي سببه.

أما إذا كان تساقط الشعر باستمرار, ولفترات طويلة؛ فتوجد أسباب أخرى, مثل الأمراض المزمنة, وأمراض الغدة الدرقية، الحميات الغذائية غير الصحية, ونقص تناول البروتين في الوجبات، نقص الحديد, أو نقص عدد كرات الدم الحمراء والأنيميا، وتناول بعض الأدوية، والتوتر والقلق.

ولذلك يجب أخذ التاريخ المرضي بواسطة طبيب متخصص, وتوقيع الكشف الطبي على الشعر؛ للتأكد من نوع تساقط الشعر الذي تعاني منه, وطلب بعض الفحوصات المتعلقة بالأسباب المتوقعة لتساقط الشعر, وتدارك وعلاج أي مشكلات أو أمراض بشكل فعال, من خلال الطبيب؛ حتى تعود الأمور إلى سابق عهدها إن شاء الله.

النوع المذكور سابقا هو نوع من تساقط الشعر يسمى الـTelogen Effluvium وهو النوع الذي يوجد به تساقط ملحوظ للشعر بشكل يومي, ويختلف عن الصلع الوراثي, وعلاج النوع الأول يكون بعلاج أو تجنب الأسباب التي أدت إلى حدوث التساقط, بالإضافة إلى استعمال بعض محفزات نمو الشعر, أو الفيتامينات, والمكملات الغذائية لفترة زمنية محددة؛ للمساعدة في عودة الأمور إلى سابق عهدها.

أما بالنسبة للصلع الوراثي فعادة لا يكون مصحوبا بتساقط ملحوظ في الشعر, وإنما يكون مصحوبا بحدوث فراغات في فروة الرأس, بالإضافة إلى صغر أو ضمور في الشعر في هذه الأماكن, ويمكن أن يصاب الشخص بنوعي التساقط معا.

وبالنسبة لعلاج الصلع الوراثي: فالعلاج الأمثل هو مستحضر المينوكسيديل بالجرعة السليمة, ولفترات طويلة, وحتى لا تعود الأمور إلى ما كانت علية سريعا بعد التوقف عن العلاج يجب استخدامه بالجرعة الكاملة, لمدة سنة كاملة على الأقل, على أن يكون ذلك تحت الإشراف الطبي.

يجب معاملة الشعر برفق وحكمة فى كل الأوقات, وتصفيف الشعر برفق, والحلاقة أو إطالة الشعر ليس لهم تأثير حقيقي مسبب لسقوط الشعر أو حدوث فراغات, ولهم أسباب أخرى كما ذكرت سابقا يجب تداركهم, وعلاجهم بواسطة طبيب أمراض جلدية, والمعلومات التالية سوف تكون مفيدة لك للاهتمام بصحتك العامة, وكيفية العناية بالشعر حتى تجعله ينمو في أفضل صورة وبشكل مثالي بالنسبة لطبيعة شعرك وما شابهه:

• الاهتمام بالتغذية الصحية (لا بد أن تحتوي على كمية مناسبة من البروتينات الحيوانية, والفيتامينات والمعادن) وشرب كمية كافية من الماء يوميا.

• الاهتمام بالصحة العامة وممارسة الرياضية لتنشيط الدورة الدموية لفروة الرأس, وتجنب التوتر والقلق, وأخذ قسط كاف من النوم يوميا.

• غسيل الشعر باستخدام الشامبوهات, وتجنب استعمال الصابون بأنواعه, على أن يكون التباعد لكي تبقي الشعر نظيفا, وعادة ما يكون ذلك بمعدل من مرتين إلى ثلاث بالأسبوع, وتجنب استعمال الماء الساخن.

• يجب استخدام منعم الشعر (Conditioner) مع غسيل الشعر باستمرار لأنه بمثابة المرطب للشعر.

• يفضل تخفيف الشعر برفق بالفوطة, ويفضل أن يتم تسليك التشابك بالأصابع ثم بداية التسليك باستخدام مشط متباعد الأسنان من أسفل إلى أعلى, ثم استخدام الفرشاة في النهاية.

• لا تضع أي مستحضرات يوجد بها كحول مثل الجل, والموس, وسبراي الشعر على الشعر عند تصفيفه.

• تجنب فرد الشعر بالكريمات الكيميائية أو بالتسخين, وكذلك تغيير اللون بالصبغات باستمرار, وبالأخص التي تحتوي على الأمونيا.

• يمكن استخدام الشامبوهات العادية المتداولة, والبلسم الخاص بكل نوع, واختيار النوع الأنسب لك, والذي يجعل الشعر أسهل في التعامل والتصفيف بعد الاستحمام.

أما بالنسبة للشعر الدهني والقشور وألم فروة الرأس؛ فربما ما تعاني منه هو نوع من أنواع الأكزيما الدهنية بفروة الرأس, وهذا النوع من الأكزيما أو القشور يكون متكررا, بمعنى أنه قد يختفي لفترة أو تقل شدته، ثم يعاود الظهور أو التهيج مرة أخرى, ويمكنك استعمال علاجات طبية فعالة للتخلص من هذه المشكلة مثل الـ (Betnovate scalp application or Elocom lotion) بواقع مرة واحدة يوميا لمدة من أسبوع إلى أسبوعين فقط حسب الحاجة, حتى يتم التخلص من القشور والالتهاب والحكة, ثم تستمر بعد ذلك في استعمال الشامبوهات المضادة للقشرة مرة أو مرتين أسبوعيا, حسب الحاجة بشكل تبادلي بين الأنواع المذكورة لاحقا, حتى تحافظ على فروة الرأس صحية وخالية من القشور.

ومن هذه الشامبوهات النوع الذي ذكرته, ويمكنك أيضا استعمال الشامبوهات التي تحتوي على مادة الـ (Selenium sulphide) أو (Phytheol intense) أو (Decros antidandruff) أو (Kelual DS) وبهذا الأسلوب العلاجي يمكنك التغلب والسيطرة على المشكلة التي تعاني منها, وإذا عاودت المشكلة مرة أخرى يمكن استخدام العلاج الطبي, ولكن لوقت قصير, وهكذا, وإذا كانت المشكلة هي الشعر الدهني فيمكن استخدام الشامبوهات والبلسم المخصص لهذا النوع من الشعر.

وأخيرا: لا مانع من زيارة طبيب أمراض نفسية وعصبية؛ لأنه في بعض الأحوال يكون الألم في فروة الرأس مرتبطا ببعض أنواع الصداع, أو غيرها من الأمور النفسية والعصبية.

وفقكم الله, وحفظكم من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • اليمن اكرم

    مشكور يا دكتور على الافاده وجزاك الله خير

  • السعودية يامجيب

    نصيييييحة فاعل خيييير افحصي فيتامين دااااااال لانه سبب لي تساااااقط شديييييييد

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً