الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع القولون العصبي وما نتج عنه؟

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 30 سنة، ولست متزوجاً، وحالتي المادية متوسطة، -والحمد لله- مشكلتي مع الأعصاب والقولون العصبي، ذهبت لطبيب منذ فترة، ووصف لي هذا العلاج (efexor xr 75) وفيتامينات، حبة يومياً لفترة 3 أشهر، ونصحني بالزواج، -وإن شاء الله- أنا مقدم على الزواج، نسأل الله التوفيق.

عند رجوعي للبيت دخلت الإنترنت، وقرأت عن العلاج، وهناك أشخاص لا يرضونه فخفت منه، فلا أريد علاجاً أدمن عليه لفترات طويلة، لهذا السبب لم آخذه، وقرأت عن علاجات بديلة مثل (موتيفال وفلوبنتكسول).

مشكلتي هي تقلب المزاج، والعصبية الزائدة، وعدم التحكم بالكلام، بمعنى إذا أحد ظلمني لا إرادياً أتفوه بكلمات ليست جيدة في بعض الأحيان، وأحياناً يكون عندي برود أعصاب رهيب، ولا أهتم للذي يحدث من حولي، ومنذ 6 سنوات صرت انطوائياً، لا أحب المخالطة، ولا أجلس كثيراً مع أهلي، ولا أعلم ما يدور بالبيت، فأنا كثير التفكير والنوم.

لقد تأزم الأمر بالقولون العصبي، فصار متقلباً، وأتعبني بالصلاة، مع الرعشة البسيطة في الأصابع، والخوف عند ركوب الطائرة عند التوتر، ومنذ فترة بسيطة توفيت إنسانة عزيزة على قلبي، الله يرحمها ويغفر لها ولجميع المسلمين، ولا أدري ما العمل؟

أريد مساعدتكم، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جابر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى أن يرحم مواتنا وموتاكم وجميع موتى المسلمين.

أعراضك أرى أنها تتطابق وتنسجم لدرجة كبيرة مع حالات أو ظاهرة نفسية بسيطة، هي أقرب حقيقة لما يُسمى بالقلق الاكتئابي البسيط، وعقار إفيكسر لا شك أنه متميز وممتاز جدًّا، هو في الأصل من أحد مضادات الاكتئاب المتميزة، خاصة إذا كانت جرعته مائة وخمسين مليجرامًا في اليوم أو أكثر، والجرعة القصوى هي 225 إلى 300 مليجرام في اليوم، ولا أعتقد أنك في حاجة لجرعة أكثر من 75 مليجرام.

الدواء فقط يعاب عليه أن الإنسان حين يتوقف عنه لابد أن يكون التوقف عنه متدرجًا حتى لا يحس الإنسان بأي إحساس كالقلق والتوتر، والذي هو ناتج مما يسمى بالأعراض الانسحابية البسيطة.

أرى أن تستمر على الإفيكسر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، بجرعة كبسولة في اليوم، ثم بعد ذلك يمكنك أن تجعلها كبسولة يومًا بعد يوم لمدة عشرين يومًا، ثم اجعلها كبسولة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.

أتفق معك تمامًا أن الفلوناكسول قد يكون من العلاجات المناسبة جدًّا لك، ويمكن أن تستعمله كعلاج داعم مع الإفيكسر، لا تناقض أبدًا، على العكس تمامًا، بل تآزر وتلاحم إيجابي بين الدوائين، جرعة الفلوناكسول التي تحتاج لها هي جرعة صغيرة جدًّا، وهي نصف مليجرام - أي حبة واحدة يوميًا - لمدة ثلاثة أشهر مثلاً.

أخي الفاضل: التعليمات السلوكية التي نحرص عليها دائمًا وننصح بها الإخوة الأفاضل من أمثالك، هي ضرورية، مثل التفكير الإيجابي، الإنسان له مصادر قوة كثيرة وإيجابيات كثيرة، لكن كثيرًا ما تجعله السلبيات ينسى هذه الإيجابيات، والإنسان إذا ركّز على سبيلة واحدة في حياته تجده يتعامل مع الأمور مع شيء من التعميم والإطلاق، بمعنى أن كل شيء في حياته أصبح سيئًا، لا.. هذا ليس صحيحًا، الإيجابية يجب أن تكون منهجنا، والسلبية إن وجدت يجب أن نقلصها، والإنسان يجب أن يسعى دائمًا إلى أن يطور نفسه، ويكون نافعًا لنفسه ولغيره، أعتقد أن ذلك يصرف الانتباه تمامًا عن الأعراض النفسوجسدية من النوع الذي تشتكي منه.

أخي الكريم: أنا متفائل جدًّا، حالتك بسيطة، احرص على تنظيم الوقت، احرص على استثماره، الرياضة دائمًا نراها من الأشياء والفعاليات الإيجابية والمؤثرة جدًّا في حياة الناس.

الزواج مطلوب ومهم في حياة كل مسلم، وأنت وصلت للعمر الذي لابد أن تكون فيه معك الزوجة الصالحة التي تسكن إليها وتسكن إليك، نسأل الله أن يوفقك في زواجك وبارك الله وبارك عليك، وجمع بينكما في خير، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً