الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أعراض دوخة وخفقان وهبوط، فهل هي نفسية أم من المعدة؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة في 19 من عمري، عانيت منذ حوالي 7 أشهر من أفكار وسواسية عن الموت، وخوف شديد من مرضي أو مرض أحد من الأهل؛ لدرجة أنه شغلت تفكيري تماما، وأثرت على عباداتي، وبعدها أتتني نوبات عرفت أن اسمها نوبات هلع، خفقان، ودوار شديد، وخوف مفاجئ، وشحوب، تستمر لدقيقة ثم تختفي، بعدها أتاني هبوط عام في جسمي، ودوخة، وخفقان، وإرهاق من بذل أقل مجهود، وطوال الوقت وأنا ممتدة، حتى الجلوس الطويل يرهقني، لا أشعر براحة مطلقا في صدري ولا في المعدة.

أجريت تحاليل الدم فكانت سليمة -والحمد لله-، إلا أنني وجدت أن ضغطي منخفض 90/60، ووصف لي الطبيب (إيفورتيل) ولم أشعر بتحسن حتى بعد أخذها، أجريت تخطيط قلب، وقال الطبيب: إن نبضه سريع 106 في الدقيقة، فوصف لي أندرال 40 مليجم في اليوم، وأدوية للحموضة، وجنبريد مضاد القلق.

مع العلم أني شخصية قلقة ووسواسية كما ذكرت، وقد تعرضت مسبقا لنوبة اكتئاب وعدة ضغوطات نفسية، فما سبب هذه الأعراض، وهل من الممكن أن تكون نفسية، أو من المعدة فعلا؟

أريحوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعراضك هي أعراض نفسية قلقية، أدت إلى أعراض جسدية، وهذه الحالات نسميها (الأعراض النفسوجسدية)، إذًا ما دامت الأعراض منشأها نفسي يجب أن تطمئني، ولا تترددي كثيرًا على الأطباء، فأنت -والحمد لله- سليمة وفي حالة صحية ممتازة، ويجب أن تكون قناعتك قائمة على هذا الأساس، حتى أعراض المعدة وشعورك بالحموضة وخلافه كله ناتج من القلق التوتري.

عيشي حياتك بإصرار وبعزيمة، ووزعي وقتك بصورة طيبة، اجتهدي في دراستك، مارسي أي نوع من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، الحرص على العبادة، الحرص على بر الوالدين، التواصل الاجتماعي الحصيف والجميل، هذا كله يؤدي إلى دفع نفسي كبير.

أما فيما يخص العلاج الدوائي أيتها الفاضلة الكريمة، فإن كان الدواء الذي وُصف لك هو الريفوتريل والذي يزيل القلق والتوتر، فلا تستعملي هذا الدواء لفترات طويلة، واتبعي إرشادات الطبيب، هو دواء جيد جدًّا، لكنه قد يُسبب بعض الإدمان في بعض الأحيان، أما الدواء إذا كان هو (إيفوتريل) والذي يرفع ضغط الدم فهذا استعماله مؤقت ولا بأس به.

بالنسبة للعلاج الآخر وهو الـ (جنبريد) والذي يعرف باسم (سلبرايد) واسمه التجاري آخر هو (دوجماتيل): هذا دواء ممتاز لعلاج القلق والأعراض النفسوجسدية، لكنه قد يؤدي إلى ارتفاع هرمون الحليب عند البنات مما يسبب اضطرابا في الدورة الشهرية، فأرجو أن تراقبي هذا الأمر.

الدواء الذي قد يناسبك بصورة أفضل هو عقار (سيرترالين) والذي يعرف تجاريًا باسم (زولفت) والجرعة التي تحتاجين لها صغيرة، نصف حبة ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم حبة واحدة -أي خمسين مليجرامًا- ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا (نصف حبة) لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، لكن أفضل أن تستشيري طبيبك في أي نوع من الأدوية التي تودين تناولها.

الإندرال لا بأس به، جرعة الأربعين مليجراما أرجو ألا تتناولينها كجرعة واحدة، تناوليها بجرعة عشرين مليجرامًا صباحًا ومساءً، وربما عشرة مليجرام صباحًا ومساءً ستكون كافية جدًّا بالنسبة لك إذا تناولت الزولفت.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أسبانيا عائشة

    انا اعاني من نفس الشيء
    جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً