السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أود شكركم على جهودكم المبذولة، وجزاكم الخالق خير الجزاء.
أكتب إليكم مشكلتي لعلي أجد منكم حلاً شافيا، كوني الفتاة الوحيدة في الأسرة والأصغر فوالداي شديدا القلق علي، يتدخلان في كل أموري الخاصة، ويتابعاني في برامج التواصل الاجتماعي، وإن غردت بمزحة أو كتبت شيئاً خالياً من الفائدة يناقشاني فيه، أعلم أنهم يفعلان ذلك بداعي الحرص ولكن فشلت في إقناعهما بأني أحتاج القليل من الحرية، لا يتركانني أتخذ قرارا وحدي، حتى شعري قبل أن أصبغه أو أقصه لا بد لي من طلب الإذن، كما أنهما يمقتان أي فتاة أتواصل معها بشكل ملحوظ أمامهما، سواء بالهاتف أو عن طريق التواصل الاجتماعي.
ذكرت الفقرة السابقة لأشرح السبب الأساسي الذي جعلني أبعث لكم باستشارة، أجد صعوبة في التواصل مع صديقاتي في الجامعة، حيث إنني هادئة جداً، لا يُسمع صوتي إلا نادراً، عندما أجلس مع الأخريات أشعر وكأنني جئت من عالم آخر، كل ما يتحدثون عنه إما أجهله أو لا يستهويني، يتحدثن كثيراً عن نزهاتهن مع صديقاتهن وهذا ما يمنعني والداي منه خوفاً علي، أو عن أماكن ذهبن إليها في مدينتنا ولم يسبق لي أن سمعت بها، والسبب أن والديّ يكرهان كثرة الخروج للأماكن العامة إلا إذا استدعت الحاجة، وهذا يضعني في مواقف تضايقني كثيراً.
خلال هذه السنة تحسنت مهاراتي في الاجتماعية قليلاً مع زميلاتي، فأصبحن يدعونني لأخرج معهن بعد نهاية الدوام وفي كل مرة أختلق عذراً، لأنني أعلم لو أخبرتهن السبب الحقيقي سيعتبرونني (مسكينة وأهلها يكبتونها). ما يضايقني أكثر أن تخصصي الحالي يتطلب حضوري لمؤتمرات وورش عمل وتدريب صيفي، واشترط والداي في التسجيل أن تذهب أمي معي لمقر الفعالية، وأمي لا تحمل إلا شهادة ثانوية، أي أن الحضور لن ينفعها بشيء وسيزعجني، أغبط زميلاتي كثيراً على الحرية التي يملكونها، أي أنني أطلب منكم المساعدة في أمرين:
الأول: أرجوكم أرشدوني إلى طريقة أغير بها تفكير والديّ، لأني في كل مرة أفاتحهما فيها بالموضوع أسمع جواباً من اثنين:
1- نحن نثق بك لكن لا نعلم ما هي نوايا المحيطين بك.
2- تعتقدين نفسك كبيرة؟ أنت لا زلت طفلة.
الثاني: كيف لي أن أزيد من علاقاتي الاجتماعية بالرغم من ظروفي؟
أعتذر على الإطالة، وأشكركم مقدماً.