الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تفقد مضادات الاكتئاب مفعولها بكثرة التنقل بينها؟

السؤال

السلام عليكم.

فأتقدم بالشكر لكل العاملين في الشبكة الإسلامية المباركة, وتحية خاصة إلى الأخ الدكتور: محمد عبد العليم, وأطرح عليه استشارتي لعل الله يجعل في رده الشفاء, والله المستعان.

أخي الدكتور محمد: منذ أيام وأنا أفكر في حل لمشكلتي, ولكن لم أجد شيئا, فقد جربت معظم مضادات الاكتئاب للرهاب, والوساوس المخيفة, والهلع, لكن بدون فائدة تذكر.

منذ 4 أشهر كتب لي الطبيب سيروكسات حبة مع انفرانيل 75 مل, وفي اليوم الـ 23 أحسست فجأة أني شفيت حوالي 70%, ثم تركت العلاج لأسباب قاهرة, وبعد فترة رجعت إليه, وفي اليوم الـ 26 ارتحت بنسبة 90%, وعادت تلك الأساب فتركت العلاج, ولكن انتهت تلك الأسباب إلى غير رجعة ولله الحمد.

والآن رجعت له منذ 29 يوما, في الأيام الأولى كان الأمر عاديا, ولكن في الـ 4 أيام الأخيرة زاد القلق بشدة عظيمة, وأيضا الملل بشكل كبير, وكأنه اكتئاب, ولا أدري ما أفعل.

الرجاء شرح ما يحصل لي, وإعطائي الحل الأمثل.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوضع الأمثل هو أن يلتزم الإنسان بتناول الدواء بجرعته الصحيحة وللمدة المطلوبة، وجرعات العلاج يجب أن تُقسَّم بمراحلها العلاجية المعروفة، وهي الجرعة التمهيدية، ثم الجرعة العلاجية، ثم جرعة الاستمرارية والوقاية، ثم جرعة التدرج في توقيف الدواء.

هذا هو الوضع المثالي –أخي الكريم– لكن الناس تحدث لهم ظروف، هنالك من لا يستطيع الالتزام الكامل بهذا المنهج الذي ذكرناه، وهنالك أيضًا من تُملي عليهم أنفسهم بعض الأفكار التي تجعلهم يتوقفون عن الدواء أو يبدلون جرعته أو ينتقلون إلى دواء آخر.

أخي الكريم: بصفة عامة لا تنزعج، إن شاء الله تعالى الدواء لن يفقد فعاليته، نعم أنت انتقلت من دواء إلى دواء، أو بالأحرى أنت لم تلتزم بمدة تناول الدواء بالصورة الصحيحة، وأنت الآن تتناول الدواء منذ تسعة وعشرين يومًا، وخلال الأربعة أيام الأخيرة زاد لديك القلق والتوتر وكذلك الملل، هذا قد يحدث، والتفسير لذلك أنه ربما يكون قد حدث نوع من التكاسل بالنسبة للموصلات العصبية، ثم فجأة استجابت استجابة قوية وحدث إفراز شديد لمادة السيروتونين، وبالرغم من أنها مادة مطلوبة لعلاج الاكتئاب والوساوس والمخاوف إلا أن إفرازها أكثر مما هو مطلوب يؤدي إلى القلق والتوتر بشدة، وهذا أمر عابر وعرضي، وإن شاء الله تعالى سوف ينتهي تمامًا.

فاستمر على الدواء بنفس الجرعة وبنفس الكيفية، ويجب أن تصبر على الدواء، إذا القلق ازداد عندك بشدة شديدة، ولم يختفي في ظرف أسبوع مثلاً؛ هنا أقول لك إن عقار (دوجماتيل) والذي يُعرف علميًا باسم (سلبرايد) بجرعة كبسولة صباحًا ومساءً لمدة أسبوع، ثم كبسولة واحدة في الصباح لمدة أسبوعٍ آخر، ثم توقف عن تناوله، واستمر في تناول الزيروكسات كما هو.

مهمة السلبرايد هو أن يكبح جماح هذا القلق الظرفي العرضي، وبعد ذلك –إن شاء الله تعالى– تستمر فعالية الزيروكسات بصورة إيجابية جدًّا، وينتهي الملل، وكذلك شعورك بعسر المزاج أو الاكتئاب.

ويا أخي الكريم: حاول أن تستمر على الجرعة الوقائية لفترة طويلة، أعتقد أنك تحتاج لذلك، وحبة واحدة من الزيروكسات –أو حتى نصف حبة– لو تناولها الإنسان حتى لسنوات لا أرى بأسًا في ذلك أبدًا، هذه أدوية سليمة وليست خطيرة، وما دامت هي نافعة على الإنسان ألا يحرم نفسه منها أبدًا.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً