السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية أود أن أشكركم على ما تقدمونه من خدمة جليلة لنا، وأسأل الله أن يجزيكم عنا خير الجزاء.
بخصوص حالتي فقد قرأت العديد من الحالات المطروحة، وتمعّنتُ في أوصافها، ووجدت أنني أعاني من رهاب اجتماعي يمنعني من مواصلة حياتي بشكل طبيعي، بل أحس أن حالتي تسوء، وأني كنت أفضل قبل مدة مضت.
في السابق كان لدي نوع من الرهاب الاجتماعي، اكتسبته من خلال نشأتي، فكنت دائمًا ما أتلقى كلمات تحبطني من والديّ، مثلا: عندما كنت أؤمَر بالذهاب لقضاء مصلحة في الخارج، وتبدو عليّ علامات الرفض، يقال لي باستهزاء: ماذا؟! هل أنت خائف من مواجهة فلان أو فلانة؟، وكنت دائمًا ما أتعرض لمقارنات مع الأشخاص المتفوقين في الدراسة، وآلامُ لعدم تمكني من تحصيل نتائج عالية.
ما يزيد الأمر سوءًا هو أنني الأصغر بين إخوتي، وكنت دائمًا ما أَلقى التقليل من قيمتي، وعدم الأخذ برأيي، كنت دائمًا أعاني من رهاب اجتماعي، لكن في السابق كان فقط مع الغرباء، فعندما أكون مع الأصدقاء أكون شخصًا آخر، مرحًا ومتعاونًا، أستطيع حضور الحفلات، والقيام برحلات مع الأصدقاء دون أي نوع من الخوف أو التراجع.
لكن كل شيء بدأ يتغير، ابتداء من العام الماضي، فقد بدأت أشعر تدريجيًا بأنني لا أتحمل الوقوف والتحدث مع الناس، وحتى الذين أعرفهم، فكنت أحس باضطراب كلما حاولت التحدث إلى أحدهم فيكون كلامي كلمات قصيرة، فأشعر بأن أنفاسي تخونني، وألتفت يمينًا ويسارًا ولا أركّز في عينيّ من أتحدث معه، ولا أرتاح إلا إذا كنت وحيدًا.
أصبح الأمر يكبُر، وبدأت ألقى مشاكل في التحدث حتى مع أصدقائي المقربين، وأصبحت أحب أن أكون وحدي أكثر فأكثر، وأنا اليوم طالب في جامعة يدرس فيها حوالي عشرة آلاف طالب، جلست ذات يوم مع نفسي لأعُد الأشخاص الذين أستطيع التحدث إليهم دون مشاكل، وجدت أن هناك فقط ثلاثة أشخاص.
في داخلي أشعر بأنني لا أحب الوحدة، وأشعر بشوق شديد للتحدث مع الناس، وأشعر بالأسى كلما رأيت أصدقاء يتكلمون مع بعض ويخرجون ويمرحون، وأنا مسجون في نفسي، وأشعر أن الناس يحبونني؛ لأنني أعاملهم معاملة حسنة ولا أؤذي أحدًا، بالعكس أنا متعاون مع كل الناس، لكن يصعب عليّ التحدث معهم، وكلما حاولت شعرت أن ذلك يغلبني، وأحس أنني مرتبك وغير مرتاح.
في الحقيقة هناك الكثير مما أود أن أقوله، لكن يصعب عليّ أن أفصِّل في الأمر، وقد جربت ذات يوم أن أذهب لطبيب نفسي، وجلست أنتظره لمدة طويلة ولما وصل دخلت، وبدأت أحكي له، لكني كنت أحس أنه لا يسمعني، وعندما انتهيت قال لي: إن حالتي بسيطة، وأنه يجب فقط أن أتعرف على فتاة، وتكون لي صديقة، لكني لم آخذه على محمل الجد، ووصف لي بعض الأدوية، لكن ذلك لم يكن له أي نفع، وكانت تكلفة الزيارة مرتفعة قليلًا، فلم أستطع أن أكلف أهلي زيارات أخرى.
خلاصة الأمر، أنا أعاني من رهاب اجتماعي، وأعلم ذلك جيدًا، وكذلك أعلم الأسباب، وأريد منكم مساعدتي على تجاوز هذه المشاكل، أريد خطة تدريجية حتى أتغلب على مخاوفي، وأنا على استعداد لبذل الجهد كي أتغير؛ لأني بدأت أسأم من حياتي، وأشعر بأنها مُملّة حتى بدأت أحس أني أدخل في حالة اكتئاب، وأريد أن أعرف هل الأدوية تنفع معي، خصوصًا (الزيروكسات) الذي سمعت عنه كثيرًا؟، وفي هذه الحالة، ما هي الجرعة المناسبة من هذا الدواء؟
أشكركم جزيل الشكر، وأسأل الله أن يجزيكم خيرًا على كل ما تقدمونه.