السؤال
السلام عليكم ..
أتمنى من سيادتكم المشورة فيما يخص مشكلتي.
أنا امرأة أبلغ من العمر 25 عاماً، تزوجت منذ ثلاثة أعوام ورزقني الله بطفلة، وبالرغم من أني كبشر أخطئ وأصيب إلا أن لدي همة عالية نوعاً ما في رغبتي بجعل بيتي بيتا نموذجيا في التقرب إلى الله، وأن يعين كل منا الآخر على ذلك، ولكن بدأت المشكلة منذ تقدم زوجي لخطبتي، وكنت لا أتخيل أن أتزوج بشخص يضيع صلاته، وصدقاً علمت ذلك من البداية ورفضت، وقابل أهلي الموضوع بالضغط علي للموافقة، وأن كل الشباب يبدؤون بذلك ويهديهم الله فيما بعد، كان رفضي في البداية باعتباري أنه مبدأ، وأني إن تعاملت معه كخاطب وارتبطت به عاطفيا سيصعب علي التخلي عنه أو رفضه فيما بعد، وهذا ما حدث وتم الزواج.
ويشهد الله أن زوجي يحسن معاملتي، وكان يكن لي حبا واحتراما، وأن لديه الكثير من الصفات الحسنة، إلا أن مشكلتي تتلخص في تضييعه الصلوات، والتساهل في النظر إلى المحرمات مثل الصور العارية والأفلام الإباحية أحياناً، ومشاهد التلفاز المخزية، وحدثت بيننا العديد من المشكلات بسبب ذلك، تهرب من بعضها واعتذر عن الآخر، ولكن أنا الآن في دوامة من الحيرة، يحزن قلبي تضييعه الصلوات وعدم الصلاة في المسجد إلا نادراً، وينتظم أحياناً في الصلاة ثم يقطع، وندرة قراءته القرآن، واختلاس النظر إلى الفتيات، وهذا يؤدي إلى جفاف شديد في تعاملي معه، وعدم استطاعتي البشاشة في وجهه، لكني لا أمنعه أبدا حقوقه الزوجية.
هو الآن يحزنه أني لا أشاهد معه التلفاز أو أستمع معه للأغاني، وأني لا أشاركه لحظاته، وفي الواقع أني إن فعلت ذلك فسأبتعد عن الطريق الذي أتمناه لنفسي، فاخترت أن يتفرد كل منا بأحلامه الخاصة وحياته، ولكن في بيت واحد، نهر الحب والسعادة جف بيننا، لا أستطيع أن أحبه بسبب ذلك، فأنا أحب أن يكون زوجي تقياً عفيفا مسارعاً في الخيرات، يسعى جاهدا لنيل رضا الله، والاهتمام بحفظ القران، كما أني أشعر بأنه أيضاً اختنق!
أفكر كثيرا بالهروب بنفسي وابنتي، خاصة أني أعمل وأستطيع أن أتكفل بحياتي، ولكن لا أدري ما هو الصواب؟ لقد أدت تلك المشكلة إلى أن أصبحت أنا الأخرى أضيع صلواتي، ثم استفقت من جديد بفضل من الله والحمد لله، وإن أخبرتني أن أنصحه، فقد قمت بذلك كثيرا منذ بداية خطبتنا، وكان يتقبل في البداية إلا أنه الآن أصبح يكره ذلك بشدة، وأخبرني أن علاقته مع الله لا دخل لي بها، ولكن ألا يؤثر ذلك على حياتي أيضا؟ وطمعي في أن ندخل الجنات العلا سويا؟ وأن أنعم بالراحة النفسية في بيتي مع زوج صالح؟
وإن كان رأيكم أن أستمر على هذه الحياة، فكيف أستطيع إخفاء مشاعري عندما يفعل تلك الأشياء؟ وكيف أتعامل معه؟ وكيف أطيع الله فيه؟ أليس من الحقوق الهامة للزوجة أن يعينها زوجها على طاعة الله بل ويأمرها بذلك؟ أرجوكم أجيبوني لأن ذلك أصبح فوق طاقتي، وهل يصح أن أدعو الله أن يفرق بيننا إن كان زوجي لا يأخذ بيدي إلى رضى الله؟
وشكراً.