السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم، وأعانكم على مساعدة الناس.
أنا شاب عمري 27 سنة، تعرضت منذ سنة لتعب شديد جدا ومفاجئ، وقد راجعت الطبيب فحولني إلى طبيب الأعصاب، وبدوره طبيب الأعصاب طلب مني أشعة مقطعية، وصورة رنين للمخ؛ لأني كنت أعاني من فقدان التركيز، ومن الذهول، ومن تشويش البصر، بالإضافة إلى رعب شديد.
عندما قدمت نتيجة الأشعة أخبرني الطبيب أنها جلطة، ولكنها خفيفة، ويحب أن أدخل العناية المركزة، ودخلت العناية المركزة، فازداد الهم، ثم أتى دكتور العناية، ونظر في نتيجة الأشعة، ونفى وجود جلطة، وأن هذا الذي يظهر في الأشعة يظهر منذ زمن، وليس له علاقة بالجلطة.
أخبرني طبيب العناية أني أعاني اكتئابا حادا، وأمر بإخراجي من العناية، فعدت إلى المنزل، ولكن حياتي تدمرت وتهدمت، وأصبح القليل من الكحة العابرة يكفي ليجعلني في حالة رعب، فأقوم بتبديل ملابسي والركض
مسرعا لقسم الطوارئ؛ ليخبروني أني سليم.
بقيت 6 أشهر على هذا الحال، من التعب، وقلة النوم، والركض خلف الأطباء والمستشفيات، وجميع الأطباء النفسيين أخبروني أني سليم، ولا أعاني شيئا، وقد أخطأ الطبيب في تشخيصه لحالتك، وهنالك من ألقى اللوم على الطبيب؛ لإخباري بشيء ليس منه أي ضرر، وللمبالغة في تشخيصه.
رفضت الأدوية النفسية، وفقدت الثقة في من حولي، وفي جميع الأطباء، ولم يعد بإمكاني تصديق أحد، فأين الحقيقة؟ وما الذي أعاني منه؟ لجأت إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء، وتزوجت، وأصبحت أضحوكة ومصدر سخرية الجميع، وابتعد عني الكثيرون؛ ظنا منهم أني فقدت عقلي، كثيرا ما أردت البكاء، وكثيرا ما كنت أود الانعزال عن العالم، لقد مللت، إن الخوف إحساس في حد ذاته مرض.
زوجتي كانت تحتمل الوضع، وبعد زواجي بشهرين سافرت وتحسنت حالتي، وأصبحت أفضل مما سبق، وبدأت أنسى ما مررت به، ولكن بعد سنة عادت الأعراض مرة أخرى، ولكن كانت مختلفة، حيث شعرت بثقل في اليد والقدم اليمين، وبتنميل فيهما، مع شد في عضلة الشفة اليسار، ورعب، وذعر، ودوخة، وإرهاق شديد، وآلام حادة في البطن، وعدت مرة أخرى للمستشفيات.
لا يوجد أي شيء بعد تخطيط القلب، وتحليل الدم، وما زلت أشعر أن فمي يميل لليسار، وأشعر بشدٍّ عصبي، مع ثقل اليد والقدم اليمين، وخفقات القلب، ونوبات الهلع، وخوف من الجلطة والموت، ورعشة في الجسم، وإرهاق شديد، وخوف من الشلل، ومن جميع الأمراض التي تشكل خطرا على الحياة.
ما زال التنميل في يدي وقدمي اليمين، وكذلك الثقل في الشفاه، لكنه غير ملحوظ، ولا أعلم ما السبب، علما أن طبيب الطوارئ بعد التخطيط للقلب وتحليل الدم واختبار الأعصاب؛ قال: لا اجد شيئا، وربما هو وسوسة أو ضغط نفسي، وقد أقسمت له أني أشعر بثقل في يدي وقدمي، وكذلك في الشفاه، وما زال الطبيب يصر أن الموضوع نفسي.
لقد كرهت حياتي، وسئمت ومللت، فلدي طفلة لم أرها إلى الآن، وأخاف أن أموت ولا أراها، فأنا في الغربة وهي في مصر، فالحزن يعتريني والخوف، ولا أعلم ما الذي يحدث لي، أخاف أن أصاب بالجلطة، وأخاف أن أفقد حياتي دون أن أقدم لآخرتي شيئا، أود البكاء والصراخ، ولكن أستحي كوني رجلا، ولا يصح أن يصدر مني ذلك.
وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.