الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عاودتني نوبات الصرع بعد توقف طويل؛ فهل أستمر على التجرتول؟

السؤال

السلام عليكم
أشكر الإخوة في إسلام ويب.

أنا مريض بالصرع، رجعتْ لي النوبات بعد توقُّف استمر 14 سنة، وقد بدأتُ في تناول العلاج، وكان علاجه (اللامكتال 100)، مرتين في اليوم، (والتجريتول 200)، مرتين في اليوم، -وبفضل الله- حالتي مستقرة لمدة أربع سنوات ونصف بدون نوبات.

تحرّرتُ من (اللامكتال) بعد انقضاء فترة ثلاث سنوات ونصف بدون نوبات، وأنا الآن على جرعة (تجريتول)، 200 ملجم، مرتين في اليوم، وقد استمررت عليه ستة أشهر، ومازلت مستمرًّا عليه بدون أي نوبات -والحمد لله-، وتخطيط المخ سليم، والأشعة المقطعية سليمة.

هل ترى بقائي على (التجريتول) مدة ستة أشهر بدون نوبات خطوة محفزة لسحبه؟ أم أستمر على هذه الجرعة لمدة معينة أكثر من الستة أشهر، ومن ثَمّ أسحبه؟

أنا في حيرة من أمري، والخوف يلازمني من تكرار النوبات؛ فرجوعها وأنا رب أسرة، ليس كرجوعها وأنا في سن المراهقة.

شكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مشعل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح أنك رجل تتعامل مع الأمور بمنطق وحكمة، فبعد أن عاودتك هذه النوبات، تناولتَ الدواء لمدة أربع سنوات ونصف، وحالتك مستقرة تمامًا، وتمّ سحب (اللامكتال)، والآن أنت على (التجراتول).

أخي الكريم: في مثل هذه الحالات من الأفضل -بل يجب- أن تستمر على (التجراتول)؛ لأن الجرعة التي تتناولها هي جرعة وقاية أكثر مما هي جرعة علاجية، وهذا يعني أن النشاط الصرعي الموجود هو نشاط بسيط، لكن يجب أن يُكبح من خلال هذه الجرعة الصغيرة من الدواء، والذي أراه هو أن تستمر على (التجراتول) من الآن على الأقل لمدة ثلاثة سنوات، وهذه ليست مدة طويلة –أخي الكريم–، بعد ذلك يمكن أن تُوضَع خطة لسحب الدواء تدريجيًّا، وذلك من خلال جرعتك مع طبيب الأعصاب.

أخي الكريم: عدم وجود النوبات لمدة ستة أشهر، لا شك أنها خطوة محفّزة ومحفزة جدًّا، لكن ليس لدرجة سحبه، إنما مع الاستمرار عليه كجرعة وقاية، والدواء بسيط وممتاز وسليم، وكل الذي تحتاجه الآن أن تفحص فحوصات عامة؛ لتتأكد من مستوى الدم الأبيض، ووظائف الكبد، والغدة الدرقية، وفيتامين (د)، مرة كل ستة أشهر مثلاً.

هذه كلها مجرد فحوصات عامة، من الأفضل أن يقوم بها الإنسان، وأربعمائة مليجرام من (التجراتول) –كما ذكرت لك– هي جرعة صغيرة، حيث إن جرعته يمكن أن تكون حتى ألف ومائتي مليجرام في اليوم، ومائتي مليجرام صباحًا ومساءً جيدة جدًّا، بشرط أن تكون ملتزمًا بها، يجب ألا تتوقف عن تناوله، حتى إنْ كنت خارجًا أو مسافرًا، يجب أن يكون الدواء معك، هذا مهم جدًّا.

هنالك (التجراتول CR)، والذي يمكن أن يتناوله الإنسان كجرعة واحدة، أربعمائة مليجرام ليلاً فقط، هذا أيضًا قد يكون بديلاً ممتازًا، إذا كنتَ منزعجًا للجرعة الصباحية والجرعة المسائية، أما إذا لم تكن منزعجًا، فاستمر على نفس النمط الذي تتناول به علاجك الآن.

أخي الكريم: عشْ حياتك طبيعية، وليس هنالك ما يعيقك أو يعطّلك، وقطعًا قيامك بواجباتك الأسرية هو أمر جميل وعظيم، ويعود عليك -إن شاء الله تعالى– وعلى أسرتك بالخير والبركة.

أشكرك –أخي الكريم–، وبارك الله فيك، وشفاك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً