السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابن خالي -حفظه الله- عمره 7 سنوات، توفيت والدته في رمضان، ولديه أخت عمرها سنة ونصف تقريبًا، يتركه والده ينام في منزلنا أحيانًا، وليس عندنا أطفال كلنا كبار، وهو هداه الله كثير الشغب إذا رأى الجميع لاهيًا عنه بدأ بالتخريب والتكسير، وهو عنيد جدًا، ولا يسمع الكلام إلا كلام والده، فلما أشتكي لوالده يقول: أنتم تدللونه، ويقول: إذا فعل شيئًا خاطئًا اصرخوا عليه وعاقبوه، فبدأت أصرخ عليه، لكن أمي تمنعني، فبدأت أستخدم طريقة أخرى لعقابه، وهي ألا أكلمه حتى يعتذر؛ لأنه يحب الحديث معي.
بالأمس سألته عن شيء فكذب فغضبت منه، فهو كثير الكذب فصرخت عليه، وقلت له لماذا تكذب؟ لقد رأيتك فعلت كذا وكذا، فسكت، وكأنه محرج أني كشفته بعدها أراد أن يغير الموضوع ويفتح موضوعًا آخر معي، فصرخت في وجهه وقلت: أنا لا أتحدث مع الكاذب، ولم أكلمه طوال الوقت، وكلما أتاني يريد التحدث عن لعبة، أو أي شيء صددت بوجهي عنه، ولا أرد عليه، فأضل صامتًا وهادئًا على غير العادة.
بعدها تحدثت لأمي وأبي، فجاءني وقال: أنا آسف، فقلت له: لماذا تعتذر؟ فقال: لأني كذبت، فسكت قليلًا، وأكملت حديثي إلى أمي، ثم التفت عليه، وقلت له: هل تريد (شاي)، وكأن شيئًا لم يكن بعدها انفجر بالبكاء، وهو نادرًا ما يبكي عندها شعرت بالذنب، وجاءت في مخيلتي الآية (وأما اليتيم فلا تقهر) عندها ضممته، وحاولت تهدئته، وقلت له: إننا سنأخذه إلى الألعاب؛ لأنه شاطر، فاعتذر مني، وقال: بأنه لن يكذب أبدًا، وهز رأسه أنه موافق.
فهل ما فعلته معه صحيح؟ وما هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع اليتيم إذا كان كثير الكذب والعناد والتخريب حتى أنه يغار من أخته الصغرى -هداه الله-.
مع العلم أن والده شديد جدًا في التعامل معه، فهو يصرخ عليه صرخة ترعبنا جميعًا، وعلى أتفه الأشياء، ونصحته والدتي كثيرًا أن يغير معاملته لولده، لكنه يقول: أنا والده وأعرف كيف أربيه (ونحن لا نخبر خالي عادةً بما يفعله ولده في غيابه من التخريب والعناد؛ خوفًا من أن يضربه، أو يقسو عليه).
أنا كثيرًا ما أهدد الطفل بوالده وأني سأخبره إن لم يسمع الكلام فهو -هداه الله- لا يمتثل لأوامري إلا بهذه الطريقة، ولست أطلب منه شيئًا لنفسي، بل لأجله: كالاستحمام، وكتابة الدرس، وعدم الكذب، ما الحل؟
جزاكم الله خيرًا.