السؤال
السلام عليكم..
أنا امرأة متزوجة، أعاني منذ طفولتي من انسداد في أنفي، مما يجعلني أشعر بصعوبة في التنفس، خاصة عند إصابتي بالزكام وأمراض البرد، واستمرت معي هذه الحالة حتى كبرت وتزوجت، وتزيد معاناتي أثناء الحمل، وأشعر بصعوبة في استخدام بخاخات الأنف بسبب هذا الانسداد، إلا أنني استخدمت هذه البخاخات لفترة طويلة، مما أدى لتضخم قرنيات أنفي، ولم أستطع التنفس بعدها أبداً، وأثر ذلك على سمعي أيضاً، وبعدها أكد لي الأطباء ضرورة إجراء عملية جراحية لفتح الأنف وتسهيل التنفس.
أجريت عدة عمليات جراحية، ولكنها لم تنجح، فساءت حالتي النفسية، وبدأت أشعر بأنني لست كبقية البشر، وداهمتني أفكار غريبة عن طبيعة خلق أنفي، وأنه مختلف عن باقي البشر، وتطورت الأفكار عندي، فأصبحت أفكر في خلق الأذن، والفم، وكيف أتنفس؟ وكيف أتكلم؟ وأصبحت أركز على شكل اللسان بأنه قبيح، ومؤذ، وأن مكانه خطأ في الفم، ولم هو بهذا الشكل؟ وكيف يتحرك هكذا؟ ولماذا يوجد لعاب؟ وأن هذا اللعاب قد سبب لي أذى، ثم بدأت أشعر بأن لساني بدأ يحرقني ويؤلمني، وكأن به نارا، فبدأت بأكل اللبان طوال الوقت حتى لا أشعر بشيء، وأصبح لونه أحمر، وبدأت أفكر في ألسنة الناس وأراقبها، وأراقب تنفسهم، وطريقة بلع ريقهم، وكيفية تنفسهم أثناء تحدثهم، وأفكار أخرى غريبة سببت لي أزمةً نفسيةً، وانهياراً عصبياً، واكتئاباً، وبكاءً شديداً، وخوفاً، وهلعاً، خاصة عند استيقاظي في الصباح، هذا كله جعلني أفكر بالانتحار، وأهملت مظهري العام، وأصابني العجز والكسل.
وقد أجريت عملية أخيرة لأنفي، ونجحت -بفضل الله-، وعاد لي التنفس بشكل طبيعي ومريح، وتوقف ألم لساني، وفي بعض الأيام أكون مرتاحة من تلك الوساوس، ولكن ما زالت الأفكار الوسواسية تراودني، وأريد أن أتخلص من الاكتئاب، والخوف، والضيق، الذي يلازمني، أفيدوني جزاكم الله خيراً.