الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تعاني من نوبات صرع منذ صغرها.. كيف يمكن تخليصها من هذه النوبات؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

تعاني زوجتي منذ فتره طويلة، وهي صغيرة من نوبات أطلق عليها الأطباء نوبات صرع، لكنها -الحمد لله- نادرًا ما تحصل لها حصل لها، وهي طفلة، وبعدها بفترة حصلت عدة مرات بعد الزواج بفترة قصيرة حصلت لها مرتان متتاليتان خلال 3 أشهر.

يحصل لها تشنج، وترتجف، وترتخي العضلات لمدة 10 دقائق، -والحمد لله- لم تحصل لها منذ ما يقارب عام ونصف، ولقد حملت بولد وقامت بعميلة الولادة أيضًا، ولم تحصل لها هذه الحالة، لكن بعد الولادة ومع الإرهاق بالسهر على طفلها أصبحت تتعب وجسمها يرتعش ويرجف لا شعوريًا.

ذهبت بها قبل الحمل إلى طبيب ماهر، وقمنا بعمل تخطيط دماغ، ولم نجد شيئًا غير طبيعي -الحمد لله- وطمأنني بأن كل شيء على ما يرام، وهي لا تزال تأخذ أدوية، وهما التيجرتول 200 ملي جرام حبة مساءً، ودواء clonazepam 2 ملي جرام ربع مساءً، ولقد تعودت زوجتي على الدواء clonazepam لدرجة أنها لا تستطيع أن تعيش بدونه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فادي سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لزوجتك العافية والشفاء.

أخِي الكريم: أفضل طريقة لتشخيص مرض الصرع هي من خلال المشاهدة النظرية، ومن يُشاهد أي تشنجات ذات طابع صرعي، أو غير صرعي، حين يصفها الطبيب يستطيع الطبيب أن يُقرر هل هي تشنجات صرعية أم لا.

الوسائل التشخيصية الأخرى وهي تخطيط الدماغ تُساعد، لكنها ليست قطعية في جميع الأحوال.

عمومًا الفاضلة زوجتك يظهر أنها تعاني من تشنجات صرعية، وهي تشنجات متباعدة، وهذا دليل جيد وطيب أن الحالة يمكن احتوائها بالعلاج.

مرض الصرع يُعالج في المقام الأول عن طريق الأدوية المضادة للصرع. وعقار يعرف تجاريًا باسم (تجراتول Tegretol)، أو يسمى علميًا باسم (كاربامزبين Carbamazepine) التي تتناوله الفاضلة زوجتك هو عقار ممتاز، والـ (كلونازبام Clonazepam)، والذي يعرف تجاريًا باسم (ريفوتريل Revotril) لديه فعالية ضد الصرع، لكنه ليس من الأدوية التي تُعطى بصورة روتينية، هو يُعطى في حالات معينة من الصرع، أو إذا كان الصرع من النوع المقاوم.

الفاضلة زوجتك الآن أصبحت متعودة على عقار (كلونازبام)، وهذه أحد مشاكل هذا الدواء، والذي أراه – أيها الفاضل الكريم – أن تذهب مع زوجتك الفاضلة، وتقابل طبيب الأعصاب ليقوم أولاً بمراجعة التشخيص، هذا مهم جدًّا، ثم توضع خطة لسحب عقار (كلونازبام) تدريجيًا، وهذا ممكن جدًّا، وليس بالصعب أبدًا.

النقطة الأخرى، وهي: مراجعة جرعة التجراتول، فهذه الجرعة التي تتناولها زوجتك تعتبر جرعة صغيرة، وعليه سوف يقوم الطبيب بإعطائها الجرعة التكميلية من التجراتول، وإن رأى إضافة أي دواء آخر في مكان الكونازبام، فهذا ممكن، -والحمد لله تعالى- الأدوية المضادة للصرع كثيرة جدًّا الآن، وجُلها أدوية ممتازة وسليمة.

بقي أن أقول لك: أن الالتزام بالعلاج، وأن تكون الجرعة صحيحة، وللمدة المطلوبة، هي الشروط الرئيسية والأساسية التي تجعل العلاج المضاد للصرع علاجًا ناجحًا ومفيدًا، وقطعًا المريض الذي يبقى دون نوبات صرعية، ويكون ملتزمًا بعلاجه لمدة ثلاث سنوات مثلاً، بعد ذلك يمكن أن يسحب الطبيب الدواء تدريجيًا ليتم التوقف عنه تمامًا.

فإذًا الانتظام على العلاج مهم وضروري، ويجب أن تكون الجرعة صحيحة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً