السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أم لطفلة تبلغ من العمر سنتين و7 أشهر، وطفل عمره عشرة أشهر، نحن مغتربون في بلد عربي، ليس لنا أية علاقات اجتماعية أو أصدقاء، بدأت مشكلتي مع طفلتي منذ فترة، فهي عصبية جدا، دائمة الصراخ حتى على ألعابها، لدرجة أنها إذا أرادت شيئا من ألعابها، ولم تستطع تحريكها، أو لم تستطع حملها، تصرخ بصوت عال جدا، وترمي الأشياء.
أيضا هي عنيدة بشكل غير طبيعي، على أبسط الأشياء، فأول رد منها على أي طلب لا، عندما أريد منها مرافقتي إلى الحمام، فأول كلمة تقولها: لا، عندما أريد أن تلبيسها تهرب وتقول لا، كل أمر منا أو طلب مهما كان بسيطا ترفض تنفيذه، يجب أن أبذل مجهودا حتى تفعل أي شيء نريده، تستنفذ طاقتنا بشكل رهيب، أكون مجهدة في آخر النهار لدرجة الإعياء، والدها حينما يتعامل معها يصل إلى عصبية شديدة، رغم أننا نحاول أن نكون هادئين، ونتحكم بأعصابنا عند التعامل معها، ولكن في لحظة معينة وبدون أن نشعر، يفقد أحدنا أعصابه.
طفلتي كذلك مع الجميع وليست معنا فقط، فأهلنا وهم بعيدون عنا ينصحوننا، بأن نكون هادئين معها، ونحتملها، ولكن عندما يزوروننا ويتعاملون معها، يفقدون أعصابهم، وأجدهم يصرخون ويستنجدون.
عندما بدأت أعلمها الذهاب إلى الحمام، وكالعادة، كانت تجربة الذهاب إلى الحمام صعبة، فنادرا ما تطلب الذهاب إلى الحمام، وغالبا ما تفعلها في أحد الأماكن في البيت، وفي هذا الموضوع جربت اللين والمكافآت والشدة والقوة، وأحضرت أشياء تحبب لها العملية، ولكن طفلتي لا تكترث للهدايا أو المكافآت.
أكلها قليل جدا، ومتعلقة بالرضاعة كثيرا، لم أعد أعطيها الحليب إلا مرة واحدة في الليل، وفي النهار أعطيها عصائر، لكنها مرتبطة بالرضاعة، وإن كانت زجاجة الرضعة فارغة، حتى عندما تغضب أو تبكي تطلبها، عنيفة جدا مع أخيها، ولكنني أمتص غضبها، كون الغيرة طبيعة في عمرها، عنيفة مع الأطفال الآخرين، تبدأ بالضرب بدون مقدمات، في البيت لا شيء يسلم من تخريبها، كما أنها بدأت تقرض أظافرها إلى أن ينزل الدم، ودائما تضع أصابعها في فمها، وكأنها قلقة أو خائفة.
في بعض الأحيان عندما يضربها أحد أو يصرخ عليها بشدة، تصرخ هي الأخرى وتبكي بشدة، وقد تشد شعرها أو تضرب نفسها، لدرجة لا أحتملها وأخاف عليها، فأقوم بضمها بسرعة، وأمسك يديها.
من المضحك في أسلوبها أنه عندما نقوم بنصحها، أو نقول لها البنت الشطورة تفعل كذا ولا تفعل كذا، هي تكمل ما نقول، وتحفظ كل ما نقول، ولكن ليس قيد التنفيذ عندها.
أنا لا أريد لطفلتي أن تنشأ وهي تعاني وأنا لا أعلم، لا أريد لها أن تكون مرفوضة من الجميع، كما هي الآن، فالكل يقول أنها شقية، والكل يستعد عند زيارتنا له، حتى لا تخرب شيئا، الكل يتجنبها لعصبيتها، وأنا ألوم نفسي دائما؛ لأنني في بداية زواجي كنت عصبية جدا، بسبب غربتي، وبداية الحياة الزوجية ومصاعبها، ولا أعرف هل ما بها الآن غيرة من أخيها، أم هي تراكمات لعصبيتنا ومشاكلنا في بداية حياتها، أم هو أسلوب تربية خاطئة، وقد نكون أفرطنا في تدليلها.
أرجوكم ساعدوني كيف أساعد طفلتي؛ حتى تعود محبوبة ومقبولة من محيطها، وتتمتع بصحة نفسية.