الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني أحياناً من ارتفاع الضغط ولا أريد أن أشرب الدواء!

السؤال

السلام عليكم.

بارك الله فيكم، وفي أعمالكم وذرياتكم وأهاليكم.

أنا شاب عمري (34) عاماً، لا أريد أن أشرب دواء الضغط من الآن، أحيانا أقيسه ويكون مرتفعاً، وقد نصحني الطبيب الباطني بوجوب شرب الدواء منذ سنتين، ولكني لم أستمع لنصحه؛ لأنني غير مقتنع أنني مصاب بالضغط.

راقبت ضغطي منذ (3) سنين، لفترات تصل من شهرين إلى (3) أشهر، فكان جيداً بمعدل (120/80)، وفي بعض الأحيان يصل إلى (150/100)، وأحياناً (110/70)؛ وعليه أقول إنه لا يمكن أن يكون عندي ضغط، وغالباً ما يكون بمعدل (120/80). ومن ملاحظاتي أن القراءة العلوية في الأغلب منضبطة لا تتجاوز (140)، والسفلية كثيراً ما تكون (90)، وأحياناً ربما يكون عادياً وطبيعياً ومنخفضاً.

لا أريد أنه أهمله طبعاً، وربما أشعر بارتفاع القياس عند مجهود العيادة، كطلوع درج، أو مشوار، أو حتى التجهيز للقياس من نزع المعطف، ورفع الثياب من يدي.

بصراحة لا أريد أن أفكر فيه، أويصبح الضغط عندي هاجساً، وتسكنني الوساوس.

أسمعُ أن أدوية الضغط لها تأثيرات جانبية غير مرغوب فيها أبداً، خصوصاً أنني لا زلت صغيراً نسبياً، وأسمع أنه يسبب عجزاً جنسياً، وأنه يرهق الكلى والكبد، حيث أنني أحمل الكبد الوبائي (b)، ولا أريد أن أزيد الطين بلة على جهازي الهضمي.

صديقي صيدلاني قال لي: اشرب الدواء عند اللزوم، مثل (لازيكس أو physiotens 0.4)، إذا كان الضغط مرتفعاً، وأحياناً يقول لي: إياك أن تشرب الدواء، فزماننا يجب أن يصبح المعدل الطبيعي فيه (145/95).

أشعر أن شرب الكركديه سواء كان ساخناً أو بارداً يرفع الضغط عندي، وأؤكد أنني لا أتوهم ذلك.

أحياناً من شدة ما أسمع أن فلاناً مات بجلطة، أقول: يمكن أن أٌصاب بجلطة، فهي منتشرة جداً، عافانا الله وإياكم منها، ومن كل الأمراض.

عندي زيادة في الوزن، وسأخففه إن شاء الله، وأكلي جيد صحياً، وأمارس أحياناً الرياضة، ولا أشعر -بحمد الله- بأي مشكلات.

ما تقييمكم لحالتي؟ أرشدوني، فو الله أرهقني التفكير، وأتعبني التحليل.

بارك الله فيكم، وجزاكم عني خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abu Yafa حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإذا اقتنع الأطباء بالقياس المتكرر لضغط الدم لديك بأنه مرتفع، ففي هذه الحالة من الأفضل تناول الدواء، وبالطبع متى ما بدأت باستخدام العلاج، فمن الصعب الرجوع إلى الخلف والتوقف عن تناوله، وإذا كان الضغط يرتفع عندك فوق المعدل الطبيعي، فهذه علامة على حاجتك للعلاج؛ وذلك للتأثير السلبي والتراكمي لارتفاع الضغط. فإهمال الارتفاع له عواقب؛ لذا من الأفضل تناول العلاج، خاصة إذا جاءتك النصيحة من أكثر من طبيب.

أما بخصوص العلاجات التي لها تأثير بعيد المدى، ففي الوقت الراهن هناك العشرات، بل المئات من العقاقير الجديدة، والتي صنعت لتكون أكثر فعالية، وأقل آثاراً جانبية، ويمكنك استشارة طبيبك، واختيار العلاج الأمثل مع الطبيب، مع التأكد ما للعلاج من فوائد ومضار، فالكثير منها لا يحدث المشكلات التي ذكرتها، والملايين من الناس يستخدمون أنواعاً مختلفة من العقاقير الطبية دون الإحساس بأي أعراض، فلا يوجد ما يقلق. بالإضافة إلى ممارسة الرياضة، وتخفيض الوزن، والتقليل من تناول الأملاح.

أما بالنسبة للكركاديه، فهو من الأعشاب التي يقال إنها تساعد في التحكم في الضغط، لكن لا تعتبر علاجاً، وإذا لا حظت أنها لا تفيدك، فعليك تجنبها، لكن لا ينصح الطبيب باستخدام بدائل عشبية كعلاج، وإنما يمكن أن تستخدمها كعوامل مساعدة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً