الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي طرق التغذية الصحيحة بالنسبة للأطفال الرضع؟

السؤال

السلام عليكم

ابنتي عمرها خمسة أشهر، وزنها عند الولادة 3600 غ، والآن وزنها 5300غ.

مشكلتها: أنها لا تشرب كمية كافية من الحليب، أخذتها إلى أخصائية تغذية، فأعطتني حليب سيميلاك هاي انيرجي، ولكن بلا فائدة؛ لأنها تشرب كمية قليلة منه، وفي المقابل تحب شرب الماء جدا، لا ترفضه أبدا، ولا تنقطع عن شربه إلا عندما آخذه منها.

ما هي وسائل فتح الشهية بالنسبة للطفلة؟ لماذا ترفض الحليب وتشرب الماء؟

مع العلم أن رضاعتها طبيعية وصناعية، والطبيب نصحني أن أعطيها الماء، وأن يتم تأجيل التغذية الصلبة إلى الشهر السادس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الطفلة تعاني من نقص الوزن، وإقبال شديد على شرب الماء، وهو أمر غير معتاد في تلك المرحلة العمرية؛ لذا أنصح بعمل تحليل للبول، ولنسب الأملاح بالدم الصوديوم والبوتاسيوم؛ وذلك لاستبعاد وجود مرض السكري الكاذب.

مرض (Diabetes Insipidus)، والذي يعرف بالسكري الكاذب، أو البيلة التفهة: هذا المرض يفقد فيه الإنسان كمية كبيرة من الماء في البول، لعدم القدرة على إعادة امتصاصه من خلال الكليتين، وبالتالي يرتبط هذا المرض مع تناول كمية كبيرة جداً من الماء؛ ونتيجة لهذا الفقدان الكبير للماء دون الأملاح يصاب المريض بالجفاف المرتبط مع ارتفاع نسبة الصوديوم في الدم.

الكليتان تقومان بعمليات تنقية وترشيح لسوائل الدم من الأملاح الزائدة، والمواد غير المرغوب فيها، وتعيد امتصاص أغلب كمية الماء، وبعض الأملاح، مثل: الصوديوم، والبوتاسيوم، ولكي تقوم الكليتان بتلك الوظيفة، يعتمد ذلك على عنصرين:

أولهما: التحكم عن طريق الهرمونات المنظمة لإعادة امتصاص المياه حسب حاجة الجسم، وهو الهرمون الذي يفرزه الفص الخلفي للغدة النخامية بالمخ.

والعنصر الثاني: هو سلامة الكلى وقنياتها، ووجود المستقبلات التي تستجيب للهرمون المنظم، وبالتالي تنفيذ الوظيفة.

من خلال ما سبق، نستطيع استنتاج أسباب المرض الذي نتحدث عنه، ويتم تقسيم الأسباب إلى أسباب مركزية، وأسباب كلوية، حيث يختلف العلاج في كليهما:

1- الأسباب المركزية: هي أي خلل أو ضرر ناتج عن التهاب مخي، أو نقص أكسجين، أو تجمع دموي بالمخ، أو أورام أو غير ذلك، أو غياب وراثي للفص الخلفي للغدة النخامية، وكل تلك الأسباب ستؤدي إلى نقص هرمون الديسموبرسين، المسؤول عن إعادة امتصاص المياه، والذي يتم تعويضه باستخدام المنيرين، سواء البخاخة أو الأقراص، بالإضافة للتعامل مع أسباب المرض، مثل: الأورام.

2- الأسباب الكلوية: ترتبط مع بعض الأمراض الوراثية، والتي تغيب فيها بعض المستقبلات للهرمون، وبالتالي لا تستجيب قنيات الكليتين، ولا تعيد امتصاص الماء، وبالتالي يتم فقدانه بالبول، ويحدث المرض.

أيضاً أي ضرر شديد على الكلى؛ ناتج عن التهابات شديدة، أو تكيسات، أو غير ذلك، يمكن أن يتسبب في نفس الحالة، ويتم التعامل مع الأسباب الكلوية بإعطاء بعض مدرات البول، مثل (الهيدروكلوروثيازيد) أو (الأميلورايد)، التي تقلل كمية الماء المفقود إلى النصف، ويتم تعويض المريض بكمية كافية من السوائل، مع تجنب الملح بالطعام، وتقليله إلى أقصى حد؛ لتجنب ارتفاع نسبة الصوديوم بالدم.

هذا، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً