الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرغب في الزواج وأفكر في أكثر من شخص!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكركم على هذا الموقع المميز، فأنا دائمًا أجد فيه الحلول، جزيتم خير الجزاء.

مشكلتي عاطفية نوعًا ما، فأنا أبلغ من العمر 18 عامًا، محافظة -ولله الحمد-، ولكن دائمًا ما تراودني أفكار تتعلق بالزواج بشكل كبير، ودائمًا أدعو الله أن يرزقني الزوج الصالح التقي النقي الغني مخموم القلب، ولكن ليست هنا المشكلة، المشكلة أني أفكر بأكثر من شخص، وأحبه، وأتمنى الزواج منهم.

كل يوم يتغير رأيي، وعجزت أن أجد حلًا لتناقضي، مع العلم أني -والحمد لله- أصلي الفروض والوتر والضحى، وأقرأ القرآن، وأصوم، ولكن لا أعرف ما الحل مع هذه المشكلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ queen حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يفرج الكرب، وأن ينفس ما تعسر على البشر تنفيسه، وأن ييسر بقدرته ما كان عسيرًا على خلقه، وأن يلهمك طريق الصواب، وأن يرشدك إلى الحق، وأن يأخذ بناصيتك إليه.

وأما بخصوص ما تفضلت به: فإنا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:

أولًا: نحن ابتداء نتفهم طبيعة المرحلة التي تعيشينها، ونتفهم كذلك ما تفرضه العاطفة على الفتاة في مثل عمرك من تطلع مشروع إلى الزواج، وهذا أمر لا يقدح في أخلاقك ولا يقلل من تدينك ما دام في إطار ما تحدثت عنه.

ثانيًا: وضعك صورة ذهنية مسبقة عن صفات الرجل الذي تودين الزواج منه أمر طبيعي، لكن الخلط الذي حدث معك -أختنا الكريمة- أنك أسقطت الصورة الذهنية على بعض الشباب، وهذا الذي سبب لك تلك المشاكل.

ثالثًا: الخروج مما أنت فيه أمر ميسور -بإذن الله-، ونحن ننصحك بما يلي:

1- الصفات الذهنية لا تسقطيها إلا على من تقدم إليك فقط.

2- الله عز وجل قسم الأرزاق والزواج رزق، ومن اختاره الله لك زوجا سيأتي في الوقت الذي حدده ربك، فلا تقلقي ولا تجزعي ووثقي حبالك بالله تسلمي.

3- معرفتنا بأمور القدر قاصرة وأحيانا كثيرة تكون خاطئة، والمؤمن المطمئن الواثق بالله يعلم أن أقدار الله هي الخير له دائمًا، ويدرك أنه قد يتمنى الضر ظنًا منه أنه الخير، وقد يبتعد عن الخير ظنا أنه الشر، والطريق الوحيد الخالص أن يكون لله كما يحب، وأن يسلم لله فيما قضى، ويقوي إيمانه على الطريق حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء "، فالأمور مقدرة ومكتوبة، والعبد عليه بذل الجهد، والله سيوفقه للخير.

وأخيرًا –أختنا- استعيني على ما تريدين بالدعاء، واعلمي أن الدعاء سهم صائب، وأن الله قريب مجيب الدعوات، نسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح الذي تنعمين معه في الدنيا والآخر.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً