الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أقوم بعملية التلقيح الصناعي ولكن الأجنة لا تثبت، أفيدوني ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد أجريت محاولة حقن مجهري، وتناولت أدوية التنشيط، ثم سحب مني عدد 6 بويضات، تخصب منهم 4 بويضات درجة أولى وتم الإرجاع في اليوم الخامس، ومنذ السحب وأنا أتناول أدوية (برونتوجيست)، وحقن ( وسيكلوبروجينوفا) (وجوسبرين)، وحقن (كلكسان)، وعند التحليل ظهرت النتيجة سلبية في اليوم العاشر، أما في اليوم السابع عشر أجرى لي الطبيب سونارا وتبين عدم ثبات الأجنة، علما بأنه تم إرجاع عدد 3 أجنة درجة أولى، وأنا الآن بصدد الاستعداد -إن شاء الله- لإرجاع الجنين الرابع المجمد الذي تم تجميده في اليوم السادس.

أسئلتي هي:
ما هي الأسباب المحتملة لعدم ثبات الأجنة طالما تم الإرجاع في اليوم الخامس والأجنة ممتازة بدرجة أولى، وتم عمل الأشعة مرتين خلال مدة 15 يوما وكل شيء كان سليما وبشكل واضح؟ فهل هناك أسباب طبية وراء ذلك، أم أن الأمر قدري من الدرجة الأولى؟ وهل من احتياطات أو إجراءات احترازية لضمان نجاح إرجاع المجمد وزيادة نسب نجاحة خاصة وأنه جنين واحد؟ ومتى يمكنني البدء بإرجاع المجمد؟

ذهبت إلى الطبيب بعد نزول الدورة التالية لمحاولة الحقن، وشكوت له من الألم في منطقة الحوض، وأعطاني أدوية (دافلون 500) (وتلفاست 180) (وموبيتيل) فهل كلها لعلاج الاحتقان في منطقة الحوض أم لأغراض أخرى؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ ريهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم قلقك وحيرتك – يا ابنتي- وأسأل الله -عز وجل- أن يعوض صبرك خيرا, وأن يجعله في ميزان حسناتك يوم القيامة.

وفي البدء أحب أن أوضح لك على أنه وفي أغلب الحالات لا نتمكن من معرفة سبب فشل عملية أطفال الأنابيب, لكن الحقيقة التي كان يجب توضحيها لكما هي أن العملية ليست مضمونة النتائج, فنسبة النجاح في أحسن الظروف وأحسن المراكز هي نسبة لا تتجاوز 40٪, حتى لو كان كل شيء طبيعياً عند الزوجين, لذلك يجب توقع مثل هذا الأمر.

من الناحية العملية والطبية من أهم الأسباب التي تؤثر على نسبة النجاح هي:
1- عمر السيدة.
2- نوعية الأجنة ودرجتها عند الإرجاع.
3- خبرة الطبيب أو الطبيبة في عمل الإرجاع (عدم إثارة التقلصات في الرحم, عدم إحداث رض في عنق الرحم, وغير ذلك من الأمور التي لا مجال للخوض فيها هنا).

يمكن البدء بإرجاع الأجنة المجمدة في أي وقت, لكن يجب التأكد أولا من عدم وجود سبب للآلام عندك, لذلك إن تبين بالتصوير التلفزيوني بأن الرحم والمبيضين قد عادا إلى طبيعتهما , ولا توجد أكياس – لا قدر الله- فيمكن عمل الإرجاع في هذا الشهر-إن رغبت- وعادة يترك فاصل زمني في حدود 3 أشهر بين المحاولات حتى تكون السيدة قد ارتاحت نفسيا وجسديا, ونسبة نجاح الأجنة المجمدة هي تقريبا 50-70٪ من نسبة نجاح الأجنة الطازجة.

إن الأدوية التي كتبها لك الطبيب وذكرتيها في رسالتك هي أدوية تخفف الاحتقان في الأوعية الدموية وتخفف الألم, أي أنها مسكنة ومضادة للاحتقان, ولا ضرر منها على المحاولة القادمة -بإذن الله تعالى- فاطمئني من هذه الناحية.

ونصيحتي لك – يا ابنتي- هي بعدم اليأس, بل بالاستمرار في تكرار المحاولة, ومن بعض النصائح الهامة التي قد تفيدك -إن شاء الله تعالى- ما يلي:
1- الحفاظ على زن مناسب للطول قبل البدء بالمحاولة.
2- اتباع نمط حياة صحي من ناحية ممارسة الرياضة, والابتعاد عن الأطعمة المعلبة والمحفوظة أو تلك التي تكثر فيها المواد الصناعية والمنكهات والملونات, والتقليل من المشروبات التي تحتوي على الكافيين كالقهوة والشاي والكولا وغيرها, والإكثار من تناول الفاكهة والخضار الطازجة.
3- تناول حبوب الفوليك أسيد قبل المحاولة بثلاثة أشهر على الأقل.
4- الابتعاد عن التدخين وأجواء المدخنين، وعن الأجواء الملوثة بعوادم السيارات والأدخنة المختلفة.
5- تفادي الاستحمام بماء حار, والاكتفاء بأن يكون الماء فاترا, خاصة بعد إرجاع الأجنة.
6- تفادي كل ما يرفع الضغط داخل البطن, كحمل أو دفع الأشياء بعد عملية الإرجاع.
كل ما سبق سيكون نوعا من الأخذ بالأسباب ليس إلا, ويبقى الله -عز وجل- خير الحافظين وخير الرازقين.

أسأله عز وجل أن يمن عليك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً