الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الشعور بالخوف عند الخروج من المنزل لم ينفع معه اللسترال!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 22 سنة، أحب أن أطرح مشكلتي، والتي أعاني منها طويلاً، وهي التوتر والشعور بالخوف وألم البطن عند الخروج من المنزل، والإحساس بأن الناس تراقبني، حيث إنني أفكر دائماً بشكل سلبي.

وغالباً لا أستطيع الذهاب إلى أي مكان بسبب الإحراج أيضاً، أي شخص ينظر إلي أنزل رأسي، والشعور بزيادة ضربات القلب والتوتر الشديد.

مع العلم أني الآن عاطل، ولم يعد لدي أصدقاء، وغير قادر على العمل لهذا السبب، وهذه المشكلة جعلتني غير قادر على التصرف، أو لا يمكن الاعتماد علي.

فما هو الحل أو العلاج؟ في السابق كنت أستخدم حبوب (لوسترال سيرترالين 50 ملجم)، ولم يكن لها أي مفعول يذكر.

الرجاء مساعدتي، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عمرك الآن 22 عامًا، وقد قلت بأنك عانيت من هذه المشكلة منذ فترة طويلة، ولا أدري هل لعدة سنوات، أي منذ أن كان عمرك 18 سنة، ومنذ البلوغ، لأن هذا قد يؤثر في الخطة العلاجية التي سنأتي إلى ذكرها لاحقًا.

واضح أنك الآن تعاني من أعراض الرهاب أو القلق الاجتماعي: الخوف عند الخروج، الإحساس بالحرج عندما تخرج أمام الناس، وعدم النظر إلى الناس، والشعور بالتوتر والقلق، والإحساس بأن الآخرين يراقبونك، وآلام البطن، كل هذه الأعراض أعراض رهاب اجتماعي أو قلق نفسي.

ولكن في نفس الوقت لديَّ إحساس بأن هناك شيئاً ما في شخصيتك، وقد ذكرتَ بعضًا منها لمحًا، قلت بأن لديك تفكيرا سلبيا، وهذا جزء من شخصيتك، وقلت أنك الآن بسبب هذه الأشياء صرت لا تُحسن التصرف ولا تعمل، ولديَّ إحساس أيضًا بأن هذا جزء من شخصيتك.

وقد قلت أنك لم تستفد على عقار (لسترال Lustral). اللسترال يعالج الرهاب الاجتماعي فقط، ولكن لا يعالج سمات الشخصية، إذًا ما العلاج؟

بما أنك لم تستفد من اللسترال؛ فإنني أنصح بأن تتناول الـ (زيروكسات Seroxat) والذي يسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine) 20 مليجرام، ابدأ بـ 10 مليجرام –أي نصف حبة– بعد الأكل قبل النوم لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك 20 مليجراما واستمر فيها، يبدأ المفعول -إن شاء الله تعالى- بعد أسبوعين، وتزول أعراض الرهاب الاجتماعي بالذات في خلال شهرٍ ونصفٍ إلى شهرين، ولكن يجب أن تستمر فيها لفترة تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر، وأُفضّل أن تكون 6 أشهر، وبعد ذلك يمكن التوقف عنها بالتدريج، بخفض 5 مليجرام كل أسبوع. هذا عن الزيروكسات.

ومن المهم جدًّا مع تناول الزيروكسات أن يكون هناك علاج نفسي مُصاحب، علاج سلوكي معرفي، عليك إذا كان في الإمكان أن تحاول الاتصال بمعالج نفسي متمرِّس وكفؤ ليقودك إلى التفكير الإيجابي، الآن هناك طرق نفسية تجعل الإنسان يفكّر تفكيرًا إيجابيًا، وتقوِّي عنده الإرادة، وتقوي عنده الذاتية، وكيفية التصرف في المواقف الاجتماعية، وهذا من عدة جلسات سلوكية منظَّمة، تُعطى لك واجبات منزلية مُحددة، بماذا يجب عليك؟ يبدأ بأشياء خفيفة ويتم التدُّرج فيها، مهمٌّ جدًّا أن تأخذ هذه الجرعة من العلاج النفسي السلوكي مع الأدوية.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المملكة المتحدة محمد

    بارك الله فيكم وسدد خطاكم.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً