الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أطهر قلبي وأذني وبصري من سماع الأغاني؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أود الاستفسار: كيف أطهر قلبي وأذني وبصري من سماع الأغاني؟ فقد كنت أسمعها لمدة أيام أو شهور أو سنة تقريبًا، فماذا أفعل حتى يتوب الله علي، ويغفر لي ذنوبي؟ أفيدوني.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله أن يعينك على البر والتقوى، وسؤالك هذا -أيتها الكريمة- دليلٌ -إن شاء الله تعالى- على حسن إسلامك، وحرصك على طاعة الله ومرضاته، ونسأل الله أن يأخذ بيدك لذلك.

الذنوب والآثام تمحوها التوبة، كما أخبرنا الله في كتابه، وأخبرنا نبيه (ﷺ) في صحيح سُنَّته، فقد قال الله سبحانه: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [الشورى: 25]، وقال عن التائبين في سورة الفرقان: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا * وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان: 70-72]، ويقول: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 17]، ويقول: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].

والرسول الكريم (ﷺ) يقول: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)، ويقول: (كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون)، وقال: (من تاب تاب الله عليه)، فاحرصي على التوبة، فإذا أدَّيتِ التوبة على الوجه الذي شرعه الله فإنها ستمحو ذنوبك السالفة، والتوبة نعني بها: الندم على ما فات من الذنب، والعزم على عدم الرجوع إليه في المستقبل، مع الإقلاع عنه في الحال.

وسماع الأغاني المصحوبة بأنواع المعازف والموسيقى حرام، والواجب تركها وهُجرانها، وممَّا يُعينك على ذلك: الاشتغال بضدِّه ونقيضه، وهو سماع كلام الله تعالى، فإن القرآن مناقضٌ للغناء، فهذا قُرآن الرحمن، وذاك قُرآن الشيطان، وهما لا يجتمعان في قلبٍ واحد، أو حُبُّهما لا يكاد يجتمعان في قلب مؤمن، فإن أحدهما يطرد الآخر، فأكثري من سماع القرآن، والتدبُّر فيه، وتأمُّلِ معانيه، وأكثري من سماع المواعظ التي تُذكِّرك بالجنة وما فيها من الثواب العظيم لمن أطاع الله، وتُذكِّرك بالنار وما فيها من العذاب لمن عصى الله، فإن خوف الله تعالى يقلع الشهوات المحرمة من القلوب.

نسأل الله تعالى لك الإعانة والتوفيق، ومن أعظم ما يُعينك على الثبات على التوبة وسلوك طريقها الرُّفقة الصالحة، فابحثي عن النساء الطيبات والفتيات الصالحات، وتعرفي عليهنَّ، وأكثري من مجالستهنَّ، فإن الصاحب ساحب.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً